الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
باب في الريح التي تكون قرب القيامة تقبض من في قلبه شيء من الإيمان
117 حدثنا أحمد بن عبدة الضبي حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16379عبد العزيز بن محمد وأبو علقمة الفروي قالا حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16228صفوان بن سليم عن عبد الله بن سلمان عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال nindex.php?page=hadith&LINKID=657176قال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=28650_30253_30286إن الله يبعث ريحا من اليمن ألين من الحرير فلا تدع أحدا في قلبه قال أبو علقمة مثقال حبة وقال عبد العزيز مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته
[ ص: 300 ]
[ ص: 300 ] باب في الريح التي تكون قرب القيامة تقبض ( من في قلبه شيء من الإيمان )
فيه قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=754002إن الله تعالى يبعث ريحا من اليمن ألين من الحرير فلا تدع أحدا في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا قبضته ) أما إسناده ففيه ( أحمد بن عبدة ) بإسكان الباء ، ( وأبو علقمة الفروي ) بفتح الفاء وإسكان الراء واسمه عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة المدني مولى آل عثمان بن عفان - رضي الله عنه - .
وأما معنى الحديث فقد جاءت في هذا النوع أحاديث منها : " nindex.php?page=hadith&LINKID=751633لا تقوم nindex.php?page=treesubj&link=28762_30253الساعة حتى لا يقال في الأرض . الله الله " ومنها " nindex.php?page=hadith&LINKID=754003لا تقوم على أحد يقول الله الله " ومنها " nindex.php?page=hadith&LINKID=754004لا تقوم إلا على شرار الخلق " وهذه كلها وما في معناها على ظاهرها .
وأما الحديث الآخر ( nindex.php?page=hadith&LINKID=754005لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة ) ، فليس مخالفا لهذه الأحاديث لأن معنى هذا أنهم لا يزالون على الحق حتى تقبضهم هذه الريح اللينة قرب القيامة وعند تظاهر أشراطها فأطلق في هذا الحديث بقاءهم إلى قيام الساعة على أشراطها ودنوها المتناهي في القرب . والله أعلم .
وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=754006مثقال حبة أو مثقال ذرة من إيمان ) ففيه بيان للمذهب الصحيح أن nindex.php?page=treesubj&link=28650الإيمان يزيد وينقص .
وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - ( ريحا ألين من الحرير ) ففيه والله أعلم إشارة إلى الرفق بهم ، والإكرام لهم . والله أعلم .
وجاء في هذا الحديث : ( يبعث الله تعالى ريحا من اليمن ) وفي حديث آخر ذكره مسلم في آخر الكتاب عقب أحاديث الدجال ( ريحا من قبل الشام ) ويجاب عن هذا بوجهين أحدهما : يحتمل أنهما ريحان شامية ويمانية ، ويحتمل أن مبدأها من أحد الإقليمين ثم تصل الآخر وتنتشر عنده . والله أعلم .