الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون

                                                                                                                                                                                                                                      وإن نشأ نغرقهم ... إلخ، من تمام الآية، فإنهم معترفون بمضمونه كما ينطق به قوله تعالى: وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين وقرئ: (نغرقهم) بالتشديد، وفي تعليق الإغراق بمحض المشيئة إشعار بأنه قد تكامل ما يوجب إهلاكهم من معاصيهم، ولم يبق إلا تعلق مشيئته تعالى به، أي: إن نشأ نغرقهم في اليم مع ما حملناهم فيه من الفلك، فحديث خلق الإبل حينئذ كلام جيء به في خلال الآية بطريق الاستطراد لكمال التماثل بين الإبل والفلك، فكأنها نوع منه، أو مع ما يركبون من السفن والزوارق فلا صريخ لهم أي: فلا مغيث لهم يحرسهم من الغرق، ويدفعه عنهم قبل وقوعه، وقيل: فلا استغاثة لهم، من قولهم: أتاهم الصريخ ولا هم ينقذون أي: ينجون منه بعد وقوعه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية