الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون

                                                                                                                                                                                                                                      الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا بدل من الموصول الأول، وعدم الاكتفاء بعطف صلته على صلته [ ص: 182 ] للتأكيد، ولتفاوتهما في كيفية الدلالة، أي: خلق لأجلكم ومنفعتكم منه نارا، على أن الجعل إبداعي، والجاران متعلقان به قدما على مفعوله الصريح - مع تأخيرهما عنه رتبة - لما مر من الاعتناء بالمقدم والتشويق إلى المؤخر.

                                                                                                                                                                                                                                      ووصف الشجر بالأخضر نظرا إلى اللفظ، وقد قرئ: (الخضراء) نظرا إلى المعنى، وهو المرخ والعفار، يقطع الرجل منهما عصيتين مثل السواكين، وهما خضراوان يقطر منهما الماء فيسحق المرخ - وهو ذكر - على العفار - وهو أنثى - فتنقدح النار بإذن الله تعالى، وذلك قوله تعالى: فإذا أنتم منه توقدون فمن قدر على إحداث النار من الشجر الأخضر - مع ما فيه من المائية المضادة لها بكيفيته - كان أقدر على إعادة الغضاضة إلى ما كان غضا فطرأ عليه اليبوسة والبلى.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية