الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      والله خلقكم وما تعملون

                                                                                                                                                                                                                                      والله خلقكم وما تعملون حال من فاعل (تعبدون) مؤكدة للإنكار والتوبيخ، أي: والحال أنه تعالى خلقكم وخلق ما تعملونه، فإن جواهر أصنامهم ومادتها بخلقه تعالى، وشكلها - وإن كان بفعلهم - لكنه بإقداره تعالى إياهم عليه، وخلقه ما يتوقف عليه فعلهم من الدواعي والعدد والأسباب، و"ما تعملون" إما عبارة عن الأصنام فوضعه موضع ضمير "ما تنحتون" للإيذان بأن مخلوقيتها لله - عز وجل - ليس من حيث نحتهم لها فقط بل من حيث سائر أعمالهم أيضا من التصوير والتحلية والتزيين ونحوها، وإما على عمومه فينتظم الأصنام انتظاما [ ص: 199 ] أوليا مع ما فيه من تحقيق الحق ببيان أن جميع ما يعملونه كائنا ما كان مخلوق له سبحانه، وقيل: "ما" مصدرية، أي: عملكم على أنه بمعنى المفعول، وقيل: بمعناه فإن فعلهم إذا كان بخلق الله تعالى كان مفعولهم المتوقف على فعلهم أولى بذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية