nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=29027_30340وما نحن بمسبوقين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=61على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون .
هذا نتيجة لما سبق من الاستدلال على أن الله قادر على الإحياء بعد الموت فكان مقتضى الظاهر أن يعطف بفاء التفريع ويترك عطفه فعدل عن الأمرين ، وعطف بالواو عطف الجمل فيكون جملة مستقلة مقصودا لذاته لأن مضمونه يفيد النتيجة ، ويفيد تعليما اعتقاديا ، فيحصل الإعلام به تصريحا وتعريضا ، فالصريح منه التذكير بتمام قدرة الله تعالى وأنه لا يغلبه غالب ولا تضيق قدرته عن شيء ، وأنه يبدلهم خلقا آخر في البعث مماثلا لخلقهم في الدنيا ، ويفيد تعريضا بالتهديد باستئصالهم وتعويضهم بأمة أخرى كقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=19إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز ولو جيء بالفاء لضاقت دلالة الكلام على المعنيين الآخرين .
والسبق : مجاز من الغلبة والتعجيز لأن السبق يستلزم أن السابق غالب للمسبوق ، فالمعنى : وما نحن بمغلوبين ، قال
الفقعسي مرة بن عداء :
كأنك لم تسبق من الدهر مرة إذا أنت أدركت الذي كنت تطلب
ويتعلق
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=61على أن نبدل أمثالكم بمسبوقين لأنه يقال : غلبه على كذا ، إذا حال بينه وبين نواله ، وأصله : غلبه على كذا ، أي تمكن من كذا دونه قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=21والله غالب على أمره .
ويكون الوقف على قوله ( أمثالكم ) .
[ ص: 317 ] ويجوز أن يكون
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=61على أن نبدل أمثالكم في موضع الحال من ضمير ( قدرنا ) ، أي قدرنا الموت على أن نحييكم فيما بعد إدماجا لإبطال قولهم أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون ، فتكون ( على ) بمعنى ( مع ) وتكون حالا مقدرة ، وهذا كقول الواعظ " على شرط النقض رفع البنيان ، وعلى شرط الخروج دخلت الأرواح للأبدان " ويكون متعلق مسبوقين محذوفا دالا عليه المقام ، أي ما نحن بمغلوبين فيما قدرناه من خلقكم وإماتتكم ، ويجعل الوقف على بمسبوقين .
ويفيد قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=60نحن قدرنا بينكم الموت إلخ وراء ذلك عبرة بحال الموت بعد الحياة فإن في تقلب ذينك الحالين عبرة وتدبرا في
nindex.php?page=treesubj&link=33679عظيم قدرة الله وتصرفه فيكون من هذه الجهة وزانه وزان قوله الآتي لو نشاء جعلناه حطاما وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=70لو نشاء جعلناه أجاجا وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=73نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين .
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=61أن نبدل أمثالكم : نبدل بكم أمثالكم ، أي نجعل أمثالكم بدلا .
وفعل ( بدل ) ينصب مفعولا واحدا ويتعدى إلى ما هو في معنى المفعول الثاني بحرف الباء ، وهو الغالب أو ب ( من ) البدلية فإن مفعول ( بدل ) صالح لأن يكون مبدلا ومبدلا منه ، وقد تقدم في سورة البقرة قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=61أتستبدلون الذي هو أدنى ، وفي سورة النساء عند قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=2ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ، فالتقدير هنا : على أن نبدل منكم أمثالكم ، فحذف متعلق ( نبدل ) وأبقي المفعول لأن المجرور أولى بالحذف .
والأمثال : جمع مثل بكسر الميم وسكون المثلثة وهو النظير ، أي نخلق ذوات مماثلة لذواتكم التي كانت في الدنيا ونودع فيها أرواحكم . وهذا يؤذن بأن الإعادة عن عدم لا عن تفريق . وقد تردد في تعيين ذلك علماء السنة والكلام .
ويجوز أن يفيد معنى التهديد بالاستئصال ، أي لو شئنا استئصالكم لما أعجزتمونا فيكون إدماجا للتهديد في أثناء الاستدلال ويكون من باب قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=19إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد .
[ ص: 318 ] و ننشئكم عطف على ( نبدل ) ، أي ما نحن بمغلوبين على إنشائكم .
وهذا العطف يحتمل أن يكون عطف مغاير بالذات فيكون إنشاؤهم شيئا آخر غير تبديل أمثالهم ، أي نحن قادرون على الأمرين جميعا ، فتبديل أمثالهم خلق أجساد أخرى تودع فيها الأرواح ، وأما إنشاؤهم فهو نفخ الأرواح في الأجساد الميتة الكاملة وفي الأجساد البالية بعد إعادتها بجمع متفرقها أو بإنشاء أمثالها من ذواتها مثل : عجب الذنب ، وهذا إبطال لاستبعادهم البعث بعد استقرار صور شبهتهم الباعثة على إنكار البعث .
ويحتمل أن يكون عطف مغاير بالوصف بأن يراد من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=61وننشئكم في ما لا تعلمون الإشارة إلى كيفية التبديل إشارة على وجه الإبهام .
وعطف بالواو دون الفاء لأنه بمفرده تصوير لقدرة الله تعالى بحكمته بعدما أفاده قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=61أن نبدل أمثالكم من إثبات أن الله قادر على البعث .
و ( ما ) من قوله فيما لا تعلمون صادقة على الكيفية ، أو الهيئة التي يتكيف بها الإنشاء ، أي في كيفية لا تعلمونها إذ لم تحيطوا علما بخفايا الخلقة . وهذا الإجمال جامع لجميع الصور التي يفرضها الإمكان في بعث الأجساد لإيداع الأرواح .
والظرفية المستفادة من ( في ) ظرفية مجازية معناها قوة الملابسة الشبيهة بإحاطة الظرف بالمظروف كقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=7فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك .
ومعنى لا تعلمون : أنهم لا يعلمون تفاصيل تلك الأحوال .
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=29027_30340وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=61عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ .
هَذَا نَتِيجَةٌ لِمَا سَبَقَ مِنَ الْاِسْتِدْلَالِ عَلَى أَنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى الْإِحْيَاءِ بَعْدَ الْمَوْتِ فَكَانَ مُقْتَضَى الظَّاهِرِ أَنْ يَعْطِفَ بِفَاءِ التَّفْرِيعِ وَيَتْرُكَ عَطْفَهُ فَعَدَلَ عَنِ الْأَمْرَيْنِ ، وَعَطَفَ بِالْوَاوِ عَطْفَ الْجُمَلِ فَيَكُونُ جُمْلَةً مُسْتَقِلَّةً مَقْصُودًا لِذَاتِهِ لِأَنَّ مَضْمُونَهُ يُفِيدُ النَّتِيجَةَ ، وَيُفِيدُ تَعْلِيمًا اعْتِقَادِيًّا ، فَيَحْصُلُ الْإِعْلَامُ بِهِ تَصْرِيحًا وَتَعْرِيضًا ، فَالصَّرِيحُ مِنْهُ التَّذْكِيرُ بِتَمَامِ قُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَأَنَّهُ لَا يَغْلِبُهُ غَالِبٌ وَلَا تَضِيقُ قُدْرَتُهُ عَنْ شَيْءٍ ، وَأَنَّهُ يُبَدِّلُهُمْ خَلْقًا آخَرَ فِي الْبَعْثِ مُمَاثِلًا لِخَلْقِهِمْ فِي الدُّنْيَا ، وَيُفِيدُ تَعْرِيضًا بِالتَّهْدِيدِ بِاسْتِئْصَالِهِمْ وَتَعْوِيضِهِمْ بِأُمَّةٍ أُخْرَى كَقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=19إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ وَلَوْ جِيءَ بِالْفَاءِ لَضَاقَتْ دَلَالَةُ الْكَلَامِ عَلَى الْمَعْنَيَيْنِ الْآخَرَيْنِ .
وَالسَّبْقُ : مَجَازٌ مِنَ الْغَلَبَةِ وَالتَّعْجِيزِ لِأَنَّ السَّبْقَ يَسْتَلْزِمُ أَنَّ السَّابِقَ غَالِبٌ لِلْمَسْبُوقِ ، فَالْمَعْنَى : وَمَا نَحْنُ بِمَغْلُوبِينَ ، قَالَ
الْفَقْعَسِيُّ مُرَّةُ بْنُ عَدَّاءٍ :
كَأَنَّكَ لَمْ تُسْبَقْ مِنَ الدَّهْرِ مَرَّةً إِذَا أَنْتَ أَدْرَكْتَ الَّذِي كُنْتَ تَطْلُبُ
وَيَتَعَلَّقُ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=61عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ بِمَسْبُوقِينَ لِأَنَّهُ يُقَالُ : غَلَبَهُ عَلَى كَذَا ، إِذَا حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَوَالِهِ ، وَأَصْلُهُ : غَلَبَهُ عَلَى كَذَا ، أَيْ تَمَكَّنَ مِنْ كَذَا دُونَهُ قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=21وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ .
وَيَكُونُ الْوَقْفُ عَلَى قَوْلِهِ ( أَمْثَالَكُمْ ) .
[ ص: 317 ] وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=61عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنْ ضَمِيرِ ( قَدَّرْنَا ) ، أَيْ قَدَّرْنَا الْمَوْتَ عَلَى أَنْ نُحْيِيَكُمْ فِيمَا بَعْدُ إِدْمَاجًا لِإِبْطَالِ قَوْلِهِمْ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ، فَتَكُونُ ( عَلَى ) بِمَعْنَى ( مَعَ ) وَتَكُونُ حَالًا مُقَدَّرَةً ، وَهَذَا كَقَوْلِ الْوَاعِظِ " عَلَى شَرْطِ النَّقْضِ رُفِعَ الْبُنْيَانُ ، وَعَلَى شَرْطِ الْخُرُوجِ دَخَلَتِ الْأَرْوَاحُ لِلْأَبْدَانِ " وَيَكُونُ مُتَعَلِّقُ مَسْبُوقِينَ مَحْذُوفًا دَالًّا عَلَيْهِ الْمَقَامُ ، أَيْ مَا نَحْنُ بِمَغْلُوبِينَ فِيمَا قَدَّرْنَاهُ مِنْ خَلْقِكُمْ وَإِمَاتَتِكُمْ ، وَيُجْعَلُ الْوَقْفُ عَلَى بِمَسْبُوقِينَ .
وَيُفِيدُ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=60نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ إِلَخْ وَرَاءَ ذَلِكَ عِبْرَةً بِحَالِ الْمَوْتِ بَعْدَ الْحَيَاةِ فَإِنَّ فِي تَقَلُّبِ ذَيْنِكَ الْحَالَيْنِ عِبْرَةً وَتَدَبُّرًا فِي
nindex.php?page=treesubj&link=33679عَظِيمِ قُدْرَةِ اللَّهِ وَتَصَرُّفِهِ فَيَكُونُ مِنْ هَذِهِ الْجِهَةِ وِزَانُهُ وِزَانُ قَوْلِهِ الْآتِي لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ حُطَامًا وَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=70لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا وَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=73نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ .
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=61أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ : نُبَدِّلُ بِكُمْ أَمْثَالَكُمْ ، أَيْ نَجْعَلُ أَمْثَالَكُمْ بَدَلًا .
وَفِعْلُ ( بَدَّلَ ) يَنْصِبُ مَفْعُولًا وَاحِدًا وَيَتَعَدَّى إِلَى مَا هُوَ فِي مَعْنَى الْمَفْعُولِ الثَّانِي بِحَرْفِ الْبَاءِ ، وَهُوَ الْغَالِبُ أَوْ بِ ( مِنَ ) الْبَدَلِيَّةِ فَإِنَّ مَفْعُولَ ( بَدَّلَ ) صَالِحٌ لِأَنْ يَكُونَ مُبْدَلًا وَمُبْدَلًا مِنْهُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=61أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى ، وَفِي سُورَةِ النِّسَاءِ عِنْدَ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=2وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ، فَالتَّقْدِيرُ هُنَا : عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ مِنْكُمْ أَمْثَالَكُمْ ، فَحُذِفَ مُتَعَلِّقُ ( نُبَدِّلَ ) وَأُبْقِيَ الْمَفْعُولُ لِأَنَّ الْمَجْرُورَ أَوْلَى بِالْحَذْفِ .
وَالْأَمْثَالُ : جَمْعُ مِثْلٍ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْمُثَلَّثَةِ وَهُوَ النَّظِيرُ ، أَيْ نَخْلُقُ ذَوَاتٍ مُمَاثِلَةٍ لِذَوَاتِكُمُ الَّتِي كَانَتْ فِي الدُّنْيَا وَنُودِعُ فِيهَا أَرْوَاحَكُمْ . وَهَذَا يُؤْذِنُ بِأَنَّ الْإِعَادَةَ عَنْ عَدَمٍ لَا عَنْ تَفْرِيقٍ . وَقَدْ تَرَدَّدَ فِي تَعْيِينِ ذَلِكَ عُلَمَاءُ السُّنَّةِ وَالْكَلَامِ .
وَيَجُوزُ أَنْ يُفِيدَ مَعْنَى التَّهْدِيدِ بِالْاِسْتِئْصَالِ ، أَيْ لَوْ شِئْنَا اسْتِئْصَالَكُمْ لَمَا أَعْجَزْتُمُونَا فَيَكُونُ إِدْمَاجًا لِلتَّهْدِيدِ فِي أَثْنَاءِ الْاِسْتِدْلَالِ وَيَكُونُ مِنْ بَابِ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=19إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ .
[ ص: 318 ] و نُنْشِئُكُمْ عَطْفٌ عَلَى ( نُبَدِّلَ ) ، أَيْ مَا نَحْنُ بِمَغْلُوبِينَ عَلَى إِنْشَائِكُمْ .
وَهَذَا الْعَطْفُ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ عَطْفَ مُغَايِرٍ بِالذَّاتِ فَيَكُونُ إِنْشَاؤُهُمْ شَيْئًا آخَرَ غَيْرَ تَبْدِيلِ أَمْثَالِهِمْ ، أَيْ نَحْنُ قَادِرُونَ عَلَى الْأَمْرَيْنِ جَمِيعًا ، فَتَبْدِيلُ أَمْثَالِهِمْ خَلْقُ أَجْسَادٍ أُخْرَى تُودَعُ فِيهَا الْأَرْوَاحُ ، وَأَمَّا إِنْشَاؤُهُمْ فَهُوَ نَفْخُ الْأَرْوَاحِ فِي الْأَجْسَادِ الْمَيِّتَةِ الْكَامِلَةِ وَفِي الْأَجْسَادِ الْبَالِيَةِ بَعْدَ إِعَادَتِهَا بِجَمْعِ مُتَفَرِّقِهَا أَوْ بِإِنْشَاءِ أَمْثَالِهَا مِنْ ذَوَاتِهَا مِثْلِ : عَجْبِ الذَّنَبِ ، وَهَذَا إِبْطَالٌ لِاسْتِبْعَادِهِمُ الْبَعْثَ بَعْدَ اسْتِقْرَارِ صُوَرِ شُبْهَتِهِمُ الْبَاعِثَةِ عَلَى إِنْكَارِ الْبَعْثِ .
وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عَطْفَ مُغَايِرٍ بِالْوَصْفِ بِأَنْ يُرَادَ مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=61وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ الْإِشَارَةُ إِلَى كَيْفِيَّةِ التَّبْدِيلِ إِشَارَةٌ عَلَى وَجْهِ الْإِبْهَامِ .
وَعَطَفَ بِالْوَاوِ دُونَ الْفَاءِ لِأَنَّهُ بِمُفْرَدِهِ تَصْوِيرٌ لِقُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى بِحِكْمَتِهِ بَعْدَمَا أَفَادَهُ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=61أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ مِنْ إِثْبَاتِ أَنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى الْبَعْثِ .
وَ ( مَا ) مِنْ قَوْلِهِ فِيمَا لَا تَعْلَمُونَ صَادِقَةٌ عَلَى الْكَيْفِيَّةِ ، أَوِ الْهَيْئَةِ الَّتِي يَتَكَيَّفُ بِهَا الْإِنْشَاءُ ، أَيْ فِي كَيْفِيَّةٍ لَا تَعْلَمُونَهَا إِذْ لَمْ تُحِيطُوا عِلْمًا بِخَفَايَا الْخِلْقَةِ . وَهَذَا الْإِجْمَالُ جَامِعٌ لِجَمِيعِ الصُّوَرِ الَّتِي يَفْرِضُهَا الْإِمْكَانُ فِي بَعْثِ الْأَجْسَادِ لِإِيدَاعِ الْأَرْوَاحِ .
وَالظَّرْفِيَّةُ الْمُسْتَفَادَةُ مِنْ ( فِي ) ظَرْفِيَّةٌ مَجَازِيَّةٌ مَعْنَاهَا قُوَّةُ الْمُلَابَسَةِ الشَّبِيهَةِ بِإِحَاطَةِ الظَّرْفِ بِالْمَظْرُوفِ كَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=7فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ .
وَمَعْنَى لَا تَعْلَمُونَ : أَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ تَفَاصِيلَ تِلْكَ الْأَحْوَالِ .