الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون ( 25 ) لله ما في السماوات والأرض إن الله هو الغني الحميد ( 26 ) )

يقول - تعالى ذكره - : ولئن سألت يا محمد هؤلاء المشركين بالله من قومك ( من خلق السموات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله ) يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد ، فإذا [ ص: 151 ] قالوا ذلك ، فقل لهم : الحمد لله الذي خلق ذلك ، لا لمن لا يخلق شيئا وهم يخلقون ، ثم قال - تعالى ذكره - : ( بل أكثرهم لا يعلمون ) يقول : بل أكثر هؤلاء المشركين لا يعلمون من الذي له الحمد ، وأين موضع الشكر ، وقوله : ( لله ما في السموات والأرض ) يقول - تعالى ذكره - : لله كل ما في السموات والأرض من شيء ملكا كائنا ما كان ذلك الشيء من وثن وصنم وغير ذلك ، مما يعبد أو لا يعبد ( إن الله هو الغني الحميد ) يقول : إن الله هو الغني عن عبادة هؤلاء المشركين به الأوثان والأنداد ، وغير ذلك منهم ومن جميع خلقه ؛ لأنهم ملكه وله ، وبهم الحاجة إليه ، الحميد : يعني : المحمود على نعمه التي أنعمها على خلقه .

التالي السابق


الخدمات العلمية