الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار

                                                                                                                                                                                                                                      لا جرم لا رد لما دعوه إليه، و "جرم" فعل ماض بمعنى حق وفاعله قوله تعالى : أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة أي : حق ووجب عدم دعوة آلهتكم إلى عبادتها أصلا، أو عدم دعوة مستجابة دعوة لها . وقيل : جرم بمعنى كسب وفاعله مستكن فيه، أي : كسب ذلك الدعاء إليه بطلان دعوته بمعنى ما حصل من ذلك إلا ظهور بطلان دعوته، وقيل : جرم فعل من الجرم وهو القطع كما أن بدا من لا بد فعل من التبديد، أي : التفريق . والمعنى لا قطع لبطلان ألوهية الأصنام، أي : لا ينقطع في وقت ما فينقلب حقا، ويؤيده قولهم : جرم أنه يفعل بضم الجيم وسكون الراء، وفعل وفعل أخوان كرشد ورشد . وأن مردنا إلى الله أي : بالموت . عطف على أن ما تدعونني داخل في حكمه، وكذا قوله تعالى : وأن المسرفين أي : في الضلال والطغيان كالإشراك وسفك الدماء . هم أصحاب النار أي : ملازموها .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية