الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          شجع

                                                          شجع : شجع ، بالضم شجاعة : اشتد عند البأس . والشجاعة : شدة القلب في البأس . ورجل شجاع وشجاع وشجاع وأشجع وشجيع وشجعة على مثال عنبة ; هذه عن ابن الأعرابي ، وهي طريفة من قوم شجاع وشجعان وشجعان ; الأخيرة ; عن اللحياني وشجعاء وشجعة وشجعة وشجعة الأربع اسم للجمع ; قال طريف بن مالك العنبري :


                                                          حولي فوارس من أسيد شجعة وإذا غضبت فحول بيتي خضم



                                                          ورواه الصقلي : من أسيد غير مصروف . وامرأة شجعة وشجيعة وشجاعة وشجعاء من نسوة شجائع وشجع وشجاع الجميع عن اللحياني ، ونسوة شجاعات ، والشجعة من النساء : الجريئة على الرجال في كلامها وسلاطتها . وقال أبو زيد : سمعت الكلابيين يقولون : رجل شجاع ولا توصف به المرأة . والأشجع من الرجال : مثل الشجاع ، ويقال للذي فيه خفة كالهوج لقوته ، ويسمى به الأسد ، ويقال للأسد أشجع وللبؤة شجعاء ; وأنشد للعجاج :


                                                          فولدت فراس أسد أشجعا



                                                          يعني أم تميم ولدته أسدا من الأسود . وتشجع الرجل : أظهر ذلك من نفسه وتكلفه وليس به ، وشجعه : جعله شجاعا أو قوى قلبه . وحكى سيبويه : هو يشجع أي يرمى بذلك ، ويقال له . وشجعه على الأمر : أقدمه . والمشجوع : المغلوب بالشجاعة . والأشجع من الرجال : الذي كأن به جنونا ، وقيل : الأشجع المجنون قال الأعشى :


                                                          بأشجع أخاذ على الدهر حكمه     فمن أي ما تأتي الحوادث أفرق



                                                          وقد فسر قوله : بأشجع أخاذ قال يصف الدهر ، ويقال : عنى بالأشجع نفسه ، ولا يصح أن يراد بالأشجع الدهر لقوله أخاذ على الدهر حكمه . قال الأزهري : قال الليث وقد قيل : إن الأشجع من الرجال الذي كأن به جنونا ، قال : وهذا خطأ ، ولو كان كذلك ما مدح به الشعراء . وبه شجع أي جنون . والشجع من الإبل : الذي يعتريه جنون ، وقيل : هو السريع نقل القوائم . وناقة شجعة وقوائم شجعات : سريعة خفيفة ، والاسم من كل ذلك الشجع ; قال :


                                                          على شجعات لا شحاب ولا عصل



                                                          أراد بالشجعات قوائم الإبل الطوال . والشجع في الإبل : سرعة نقل القوائم جمل شجع القوائم وناقة شجعة وشجعاء ; قال سويد بن أبي كاهل :


                                                          فركبناها على مجهولها     بصلاب الأرض فيهن شجع



                                                          أي بصلاب القوائم ، وناقة شجعاء من ذلك ; قال ابن بري : لم يصف سويد في البيت إبلا ، وإنما وصف خيلا بدليل قوله بعده :


                                                          فتراها عصما منعلة      . . . يد القين يكفيها الوقع



                                                          ، فيكون المعنى في قوله : بصلاب الأرض أي بخيل صلاب الحوافر . وأرض الفرس : حوافرها ، وإنما فسر صلاب الأرض بالقوائم ; لأنه ظن أنه يصف إبلا ، وقد قدم أن الشجع سرعة نقل القوائم ، والذي ذكره الأصمعي في تفسير الشجع في هذا البيت أنه المضاء والجراءة . والشجع أيضا : الطول . ورجل أشجع : طويل . وامرأة شجعاء . والشجعة : الرجل الطويل المضطرب . والشجعة : الزمن . وفي المثل : أعمى يقود شجعة . وقوائم شجعة : طويلة وقد تقدم أنها [ ص: 27 ] السريعة الخفيفة . ورجل شجعة : طويل ملتف ، وشجعة : جبان ضعيف . والشجعة : الفصيل تضعه أمه كالمخبل . والأشجع في اليد والرجل : العصب الممدود فوق السلامى من بين الرسغ إلى أصول الأصابع التي يقال لها : أطناب الأصابع فوق ظهر الكف ، وقيل : هو العظم الذي يصل الإصبع بالرسغ لكل إصبع أشجع ، واحتج الذي قال : هو العصب بقولهم للذئب وللأسد : عاري الأشاجع فمن جعل الأشاجع العصب قال لتلك العظام : هي الأسناع واحدها سنع . وفي صفة أبي بكر رضي الله عنه : عاري الأشاجع هي مفاصل الأصابع ، واحدها أشجع ، أي كان اللحم عليها قليلا ، وقيل : هو ظاهر عصبها ، وقيل : الأشاجع رءوس الأصابع التي تتصل بعصب ظاهر الكف ، وقيل : الأشاجع عروق ظاهر الكف وهو مغرز الأصابع ، والجمع الأشاجع ، ومنه قول لبيد :


                                                          يدخلها حتى يواري إصبعه



                                                          وناس يزعمون أنه إشجع مثل إصبع ، ولم يعرفه أبو الغوث ; ويقال للحية أشجع ، وأنشد :


                                                          فقضى عليه الأشجع



                                                          وأشجع : ضرب من الحيات ، وتزعم العرب أن الرجل إذا طال جوعه تعرضت له في بطنه حية يسمونها الشجاع والشجاع والصفر ; قال أبو خراش الهذلي يخاطب امرأته :


                                                          أرد شجاع البطن لو تعلمينه     وأوثر غيري من عيالك بالطعم



                                                          ، وقال الأزهري : قال الأصمعي شجاع البطن وشجاعه شدة الجوع ، وأنشد بيت أبي خراش أيضا . وقال شمر في كتاب الحيات : الشجاع ضرب من الحيات لطيف دقيق وهو زعموا أجرؤها ، قال ابن أحمر :


                                                          وحبت له أذن يراقب سمعها     بصر كناصبة الشجاع المسخد



                                                          حبت : انتصبت . وناصبة الشجاع : عينه التي ينصبها للنظر إذا نظر . والشجاع والشجاع بالضم والكسر : الحية الذكر ، وقيل : هو الحية مطلقا ، وقيل : هو ضرب من الحيات ، وقيل : هو ضرب منها صغير ، والجمع أشجعة وشجعان وشجعان ; الأخيرة عن اللحياني . وفي حديث أبي هريرة في منع الزكاة : إلا بعث عليه يوم القيامة سعفها وليفها أشاجع ينهشنه أي حيات ، وهي جمع أشجع ، وقيل : هو جمع أشجعة وأشجعة جمع شجاع وشجاع وهو الحية ، والشجعم : الضخم منها ، وقيل : هو الخبيث المارد منها ، وذهب سيبويه إلى أنه رباعي . وفي الحديث : أنه صلى الله عليه وسلم قال : يجيء كنز أحدهم يوم القيامة شجاعا أقرع ، وأنشد الأحمر :


                                                          قد سالم الحيات منه القدما     الأفعوان والشجاع الشجعما



                                                          نصب الشجاع والأفعوان بمعنى الكلام ; لأن الحيات إذا سالمت القدم فقد سالمها القدم ، فكأنه قال سالم القدم الحيات ، ثم جعل الأفعوان بدلا منها . ومشجعة وشجاع : اسمان . وبنو شجع : بطن من عذرة . وشجع : قبيلة من كنانة ، وقيل : إن في كلب بطنا يقال لهم : بنو شجع ، بفتح الشين قال أبو خراش :


                                                          غداة دعا بني شجع وولى     يؤم الخطم لا يدعو مجيبا



                                                          ، وفي الأزد بنو شجاعة . وأشجع : قبيلة من غطفان ، وأشجع : في قيس .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية