الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين

                                                                                                                                                                                                                                      فإن قوله تعالى: قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد تلقين للجواب عنه أي: لست من جنس مغاير لكم حتى يكون بيني وبينكم حجاب وتباين مصحح لتباين الأعمال والأديان كما ينبئ عنه قولكم: فاعمل إننا عاملون، بل إنما مثلكم مأمور بما أمرتم به حيث أخبرنا جميعا بالتوحيد بخطاب جامع بيني وبينكم، فإن الخطاب في إلهكم محكي منتظم للكل لا أنه خطاب منه عليه الصلاة والسلام للكفرة كما في مثلكم. وقيل: المعنى: لست ملكا ولا جنيا لا يمكنكم التلقي منه ولا أدعوكم إلى ما تنبو عنه العقول والأسماع وإنما أدعوكم إلى التوحيد والاستقامة في العمل، وقد تدل عليهما دلائل العقل وشواهد النقل، وقيل: المعنى: إني لست بملك وإنما أنا بشر مثلكم وقد أوحي إلي دونكم فصحت بالوحي إلي وأنا بشر نبوتي وإذا صحت نبوتي وجب عليكم اتباعي فتأمل، والفاء في قوله تعالى: فاستقيموا إليه لترتيب ما بعدها على ما قبلها من إحياء الوحدانية فإن ذلك موجب لاستقامتهم إليه تعالى بالتوحيد والإخلاص في الأعمال. واستغفروه مما كنتم عليه من سوء العقيدة والعمل. وقوله تعالى: وويل للمشركين ترهيب وتنفير لهم عن الشرك إثر ترغيبهم في التوحيد.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية