الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          شصص

                                                          شصص : الشصص والشصاص والشصاصاء : اليبس والجفوف والغلظ ، شصت معيشتهم تشص شصا وشصاصا وشصوصا ، وفيها شصص وشصاص وشصاصاء أي نكد ويبس وجفوف وشدة . الأصمعي : إنهم أصابتهم لأواء ، ولولاء وشصاصاء أي سنة وشدة . ويقال : انكشف عن الناس شصاصاء منكرة . والشصاصاء : الغلظ من الأرض ، وهو على شصاصاء أمر أي على حد أمر وعجلة . ولقيته على شصاصاء غير مضاف ، أي على عجلة كأنهم جعلوه اسما لها ، ولقيته على شصاصاء وعلى أوفاز وأوفاض ; قال الراجز :


                                                          نحن نتجنا ناقة الحجاج على شصاصاء من النتاج

                                                          ابن بزرج : لقيته على شصاصاء ، وهي الحاجة التي لا تستطيع تركها ; وأنشد :


                                                          على شصاصاء وأمر أزور

                                                          المفضل : الشصاصاء مركب السوء . والشصوص : الناقة التي لا لبن فيها ، وقيل : القليلة اللبن ، وقد أشصت . ابن سيده : شصت الناقة والشاة تشص وتشص شصاصا وشصوصا وأشصت ، وهي شصوص ، ولم يقولوا مشص : قل لبنها جدا ، وقيل : انقطع ألبتة ، والجمع شصائص وشصاص وشصص ، ومنه الحديث : أن فلانا اعتذر إليه من قلة اللبن ، وقال : إن ماشيتنا شصص ; وأنشد أبو عبيد لحضرمي بن عامر وكان له تسعة إخوة فماتوا وورثهم :


                                                          أفرح أن أرزأ الكرام وأن     أورث ذودا شصائصا نبلا

                                                          وقد شرحنا هذا في فصل جزأ . وأشصت الناقة إذا ذهب لبنها من الكبر . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : رأى أسلم يحمل متاعه على بعير من إبل الصدقة قال : فهلا ناقة شصوصا ; والشصوص : التي قل لبنها وذهب . ويقال : شاة شصوص للتي ذهب لبنها ، يستوي فيه الواحد والجمع . قال ابن بري : وفي الصحاح يقال شاة شصص للتي ذهب لبنها يستوي فيه الواحد والجمع ، قال : والمشهور شاة شصوص وشياه شصص ، فإذا قيل : شاة شصص فهو وصف بالجمع ، ك : حبل أرمام وثوب أخلاق وما أشبهه . وشص الإنسان يشص شصا : عض على نواجذه صبرا ; وفي التهذيب : إذا عض نواجذه على الشيء صبرا . ويقال : نفى الله عنك الشصائص أي الشدائد . وشصت معيشتهم شصوصا ، وإنهم لفي شصاصاء أي في شدة ; قال الشاعر :


                                                          فحبس الركب على شصاص

                                                          وشصه عن الشيء ، وأشصه : منعه . والشص : اللص الذي لا يدع شيئا إلا أتى عليه ، وجمعه شصوص . يقال : إنه شص من الشصوص . والشص والشص : شيء يصاد به السمك ; قال ابن دريد : لا أحسبه عربيا . وفي حديث ابن عمر في رجل ألقى شصه وأخذ سمكة : الشص والشص بالكسر والفتح . حديدة عقفاء يصاد بها السمك .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية