الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 390 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب ( 40 ) )

يقول : من عمل بمعصية الله في هذه الحياة الدنيا ، فلا يجزيه الله في الآخرة إلا سيئة مثلها ، وذلك أن يعاقبه بها؛ ( ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى ) يقول : ومن عمل بطاعة الله فى الدنيا ، وائتمر لأمره ، وانتهى فيها عما نهاه عنه من رجل أو امرأة ، وهو مؤمن بالله ( فأولئك يدخلون الجنة ) يقول : فالذين يعملون ذلك من عباد الله يدخلون في الآخرة الجنة .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ) أي شركا ، " السيئة عند قتادة شرك ( ومن عمل صالحا ) ، أي خيرا ( من ذكر أو أنثى وهو مؤمن ) .

وقوله : ( يرزقون فيها بغير حساب ) يقول : يرزقهم الله في الجنة من ثمارها ، وما فيها من نعيمها ولذاتها بغير حساب .

كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( يرزقون فيها بغير حساب ) قال : لا والله ما هناكم مكيال ولا ميزان .

التالي السابق


الخدمات العلمية