الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين

                                                                                                                                                                                                                                      قل أي: للكفرة تحقيقا للحق وتنبيها لهم على أن مخالفتك لهم بعدم عبادتك لما يعبدونه من الملائكة عليهم السلام ليست لبغضك وعداوتك لهم أو لمعبوديهم بل إنما هو لجزمك باستحالة ما نسبوا إليهم وبنوا عليها عبادتهم من كونهم بنات الله تعالى. إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين أي: له، وذلك لأنه عليه الصلاة والسلام أعلم الناس بشؤونه تعالى وبما يجوز عليه وبما لا يجوز وأولاهم بمراعاة حقوقه ومن مواجب تعظيم الوالد تعظيم ولده، وفيه من الدلالة على انتفاء كونهم كذلك على أبلغ الوجوه وأقواها وعلى كون رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوة يقين وثبات قدم في باب التوحيد ما لا يخفى، مع ما فيه من استنزال الكفرة عن رتبة المكابرة حسبما يعرب عنه إيراد إن مكان "لو" المنبئة عن امتناع مقدم الشرطية. وقيل: إن كان للرحمن ولد في زعمكم فأنا أول العابدين الموحدين لله تعالى. وقيل: فأنا أول الآنفين أي: المستنكفين منه أو من أن يكون له ولد من عبد يعبد إذا اشتد أنفه. وقيل: "إن" نافية أي: ما كان للرحمن ولد فأنا أول من قال بذلك، وقرئ "ولد".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية