[ ص: 397 ] nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=30387_29047ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا
هذا طواف آخر غير طواف السقاة المذكور آنفا بقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=15ويطاف عليهم بآنية من فضة ) إلخ فهذا طواف لأداء الخدمة فيشمل طواف السقاة وغيرهم .
و ( ولدان ) : جمع وليد ، وأصل وليد فعيل بمعنى مفعول ويطلق الوليد على الصبي مجازا مشهورا بعلاقة ما كان ، لقصد تقريب عهده بالولادة ، وأحسن ما يتخذ للخدمة الولدان لأنهم أخف حركة وأسرع مشيا ولأن المخدوم لا يتحرج إذا أمرهم أو نهاهم .
ووصفوا بأنهم مخلدون للاحتراس مما يوهمه اشتقاق ولدان من أنهم يشبون ويكتهلون ، أي لا تتغير صفاتهم فهم ولدان دوما وإلا فإن خلود الذوات في الجنة معلوم فما كان ذكره إلا لأنه تخليد خاص .
وقال
أبو عبيدة مخلدون : محلون بالخلدة بوزن قردة . واحدها خلد كقفل وهو اسم للقرط في لغة حمير .
وشبهوا باللؤلؤ المنثور تشبيها مقيدا فيه المشبه بحال خاص لأنهم شبهوا به في حسن المنظر مع التفرق .
وتركيب (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=19إذا رأيتهم حسبتهم ) مفيد للتشبيه المراد به التشابه والخطاب في " رأيت " خطاب لغير معين ، أي إذا رآه الرائي .
والقول في معنى الطواف تقدم عند قوله تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=15ويطاف عليهم بآنية من فضة ) الآية .
[ ص: 397 ] nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=19nindex.php?page=treesubj&link=30387_29047وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا
هَذَا طَوَافٌ آخَرُ غَيْرُ طَوَافِ السُّقَاةِ الْمَذْكُورِ آنِفًا بِقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=15وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ ) إِلَخْ فَهَذَا طَوَافٌ لِأَدَاءِ الْخِدْمَةِ فَيَشْمَلُ طَوَافَ السُّقَاةِ وَغَيْرِهِمْ .
وَ ( وِلْدَانٌ ) : جَمْعُ وَلِيدٍ ، وَأَصْلُ وَلِيدٍ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَيُطْلَقُ الْوَلِيدُ عَلَى الصَّبِيِّ مَجَازًا مَشْهُورًا بِعَلَاقَةِ مَا كَانَ ، لِقَصْدِ تَقْرِيبِ عَهْدِهِ بِالْوِلَادَةِ ، وَأَحْسَنُ مَا يُتَّخَذُ لِلْخِدْمَةِ الْوِلْدَانُ لِأَنَّهُمْ أَخَفُّ حَرَكَةٍ وَأَسْرَعُ مَشْيًا وَلِأَنَّ الْمَخْدُومَ لَا يَتَحَرَّجُ إِذَا أَمَرَهُمْ أَوْ نَهَاهُمْ .
وَوُصِفُوا بِأَنَّهُمْ مُخَلَّدُونَ لِلِاحْتِرَاسِ مِمَّا يُوهِمُهُ اشْتِقَاقُ وِلْدَانٍ مِنْ أَنَّهُمْ يَشِبُّونَ وَيِكْتَهِلُونَ ، أَيْ لَا تَتَغَيَّرُ صِفَاتُهُمْ فَهُمْ وِلْدَانٌ دَوْمًا وَإِلَّا فَإِنَّ خُلُودَ الذَّوَاتِ فِي الْجَنَّةِ مَعْلُومٌ فَمَا كَانَ ذِكْرُهُ إِلَّا لِأَنَّهُ تَخْلِيدٌ خَاصٌّ .
وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ مُخَلَّدُونَ : مُحَلَّوْنَ بِالْخِلَدَةِ بِوَزْنِ قِرَدَةٍ . وَاحِدُهُا خُلْدٌ كَقُفْلٍ وَهُوَ اسْمٌ لِلْقُرْطِ فِي لُغَةِ حِمْيَرَ .
وَشُبِّهُوا بِاللُّؤْلُؤِ الْمَنْثُورِ تَشْبِيهًا مُقَيَّدًا فِيهِ الْمُشَبَّهُ بِحَالٍ خَاصٍّ لِأَنَّهُمْ شُبِّهُوا بِهِ فِي حُسْنِ الْمَنْظَرِ مَعَ التَّفَرُّقِ .
وَتَرْكِيبُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=19إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ ) مُفِيدٌ لِلتَّشْبِيهِ الْمُرَادِ بِهِ التَّشَابُهُ وَالْخِطَابُ فِي " رَأَيْتَ " خِطَابٌ لِغَيْرِ مُعَيَّنٍ ، أَيْ إِذَا رَآهُ الرَّائِي .
وَالْقَوْلُ فِي مَعْنَى الطَّوَافِ تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=15وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ ) الْآيَةَ .