الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      " إن " أي: ما. ولما كان قد تقدم قوله تعالى: يحيي ويميت وهم يعلمون أن المراد به أن يتكرر منه الإحياء للشخص الواحد، [ ص: 35 ] وكان تعالى قد قال ولا يخاطبهم إلا بما يعرفونه وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون أي بالانتشار بعد الحياة [و] قال: أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين قالوا: إن هي إلا موتتنا على حذف مضاف؛ أي ما الحياة إلا حياة موتتنا الأولى أي: التي كانت قبل نفخ الروح - كما سيأتي في الجاثية " إن هي إلا حياتنا الدنيا " وعبروا عنها بالموتة إشارة إلى أن الحياة في جنب الموت المؤبد على زعمهم أمر متلاش لا نسبة لها منه، وساق سبحانه كلامهم على هذا الوجه إشارة إلى أن الأمور [إذا قيس] غائبها على شاهدها، كان الإحياء بعد الموتة [الثانية أولى لكونه بعد حياة من الإحياء بعد الموتة] الأولى، فحط الأمر على أن الابتداء كان من موت لم يتقدمه حياة، والقرار يكون على حياة لا يعقبها موت.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان المعنى: وليس وراءها حياة، أكدوه بما يفهمه تصريحا فقالوا برد ما أثبته الله على [لسان] رسوله صلى الله عليه [ ص: 36 ] وسلم وما نحن وأكدوا النفي فقالوا: بمنشرين أي: من منشر ما بالبعث بحيث نصير ذوي حركة اختيارية ننتشر بها بعد الموت، يقال: نشره وأنشره، إذا أحياه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية