الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون

                                                                                                                                                                                                                                      ويوم يعرض الذين كفروا على النار أي: يعذبون بها من قولهم: عرض الأسارى على السيف أي: قتلوا. وقيل: يعرض النار عليهم بطريق القلب مبالغة. أذهبتم طيباتكم أي: يقال لهم ذلك، وهو الناصب للظرف وقرئ "أأذهبتم" بهمزتين وبألف بينهما على الاستفهام التوبيخي أي: أصبتم أو أخذتم ما كتب لكم من حظوظ الدنيا ولذائذها. في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فلم يبق لكم بعد ذلك شيء منها. فاليوم تجزون عذاب الهون [ ص: 85 ] أي: الهوان، وقد قرئ كذلك. بما كنتم في الدنيا. تستكبرون في الأرض بغير الحق بغير استحقاق لذلك. وبما كنتم تفسقون أي: تخرجون عن طاعة الله عز وجل أي: بسبب استكباركم وفسقكم المستمرين، وقرئ "تفسقون" بكسر السين.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية