الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          شوك

                                                          شوك : الشوك من النبات : معروف ، واحدته شوكة ، والطاقة منها شوكة ; وقول أبي كبير :


                                                          فإذا دعاني الداعيان تأيدا وإذا أحاول شوكتي لم أبصر

                                                          إنما أراد شوكة تدخل في بعض جسده ولا يبصرها لضعف بصره من الكبر . وأرض شاكة : كثيرة الشوك . وشجرة شاكة وشوكة : وشائكة ومشيكة : فيها شوك . وشجر شائك أي ذو شوك . وقد أشوكت النخلة أي كثر شوكها ، وقد شوكت وأشوكت . وقد شاكت إصبعه شوكة إذا دخلت فيها . وشاكته الشوكة تشوكه : دخلت في جسمه . وشكته أنا : أدخلت الشوك في جسمه . وشاك يشاك : وقع في الشوك . وشاك الشوكة يشاكها : خالطها ; عن ابن الأعرابي . وشكت الشوك أشاكه إذا دخلت فيه ، فإذا أردت أنه أصابك قلت : شاكني الشوك يشوكني شوكا . الجوهري : وقد شكت ، فأنا أشاك شاكة وشيكة بالكسر إذا وقعت في الشوك . قال ابن بري : شكت ، فأنا أشاك ، أصله شوكت فعمل به ما عمل بقيل وصيغ . وما أشاكه شوكة ولا شاكه بها أي ما أصابه . قال بعضهم : شاكته الشوكة تشوكه أصابته . وتقول : ما أشكته أنا شوكة ولا شكته بها ، فهذا معناه أي لم أوذه بها ; قال :


                                                          لا تنقشن برجل غيرك شوكة     فتقي برجلك رجل من قد شاكها

                                                          شاكها : من شكت الشوك أشاكه . برجل غيرك أي من رجل غيرك . الكسائي : شكت الرجل أشوكه إذا أدخلت الشوكة في رجله . قال أبو منصور : كأنه جعله متعديا إلى مفعولين ; ومنه قول أبي وجزة :


                                                          شاكت رغامى قذوف الطرف خائفة     هول الجنان نزور غير مخداج
                                                          حرى موقعة ماج البنان بها     على خضم يسقى الماء عجاج

                                                          يصف قوسا رمى عليها فشاكت القوس رغامى طائر ، مرماة موقعة : مسنونة ، والرغامى : زيادة الكبد والحرى : المرماة العطشى . وشيك الرجل على ما لم يسم فاعله ، يشاك شوكا وشكت الشوك أشاكه وشيكة بالكسر إذا وقعت فيه . وشوك الحائط : جعل عليه الشوك . وأشوكت الأرض : كثر فيها الشوك . وشجرة مشوكة وأرض مشوكة : فيها السحاء والقتاد والهراس ، وذلك لأن هذا كله شاك . وشوك الزرع وأشوك : حدد وابيض قبل أن ينتشر . وشاك لحيا البعير : طالت أنيابه وشوك تشويكا مثله ، ومنه إبل شويكية ; قال ذو الرمة :


                                                          على مستظلات العيون سواهم     شويكية يكسو براها لغامها

                                                          وشوكة العقرب : إبرته . وشوكة الحائك : التي تسوى بها السداة واللحمة ، وهي الصيصة . وشوك الفرخ تشويكا : خرجت رءوس ريشه . وشوك شارب الغلام : خشن لمسه . وشوك ثدي الجارية : تحدد طرفه . التهذيب : شاك ثدي المرأة يشاك إذا تهيأ للنهود ، وشوك ثدياها إذا تهيأ للخروج تشويكا ، وشوك الرأس بعد الحلق أي نبت شعره ، وحلة شوكاء ; قال أبو عبيدة : عليها خشونة الجدة ; وقال الأصمعي : لا أدري ما هي ; قال المتنخل الهذلي :


                                                          وأكسو الحلة الشوكاء خدني     وبعض القوم في حزن وراط

                                                          وهذا البيت أورده ابن بري :

                                                          [ ص: 164 ]

                                                          وأكسو الحلة الشوكاء خدي     إذا ضنت يد اللحز اللطاط

                                                          والشوكة : السلاح ، وقيل حدة السلاح . ورجل شاكي السلاح وشائك السلاح . أبو عبيد : الشاكي والشائك جميعا ذو الشوكة والحد في سلاحه . أبو زيد : هو شاك في السلاح وشائك ، قال وإنما يقال شاك إذا أردت معنى فاعل ، فإذا أردت معنى فعل قلت : هو شاك للرجل ، وقيل : رجل شاكي السلاح حديد السنان والنصل ونحوهما . وقال الفراء : رجل شاكي السلاح وشاك السلاح برفع الكاف مثل جرف هار وهار ; قال مرحب اليهودي حين بارز عليا عليه السلام :


                                                          قد علمت خيبر أني مرحب     شاك السلاح بطل مجرب

                                                          أبو الهيثم : الشاكي من السلاح أصله شائك من الشوك ثم نقلت فتجعل من بنات الأربعة فيقال هو شاكي ، ومن قال شاك السلاح بحذف الياء ، فهو كما يقال رجل مال ونال من المال والنوال ، وإنما هو مائل ونائل . وشوك السلاح يمانية : حديده . والشوكة : شدة البأس والحد في السلاح . وقد شاك الرجل يشاك شوكا أي ظهرت شوكته وحدته ، فهو شائك السلاح . وشوكة القتال : شدة بأسه وشوكة المقاتل : شدة بأسه . وفي التنزيل العزيز : وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ; قيل : معناه حدة السلاح ، وقيل شدة الكفاح . وفلان ذو شوكة أي ذو نكاية في العدو . وفي حديث أنس : قال لعمر رضي الله عنه ، حين قدم عليه بالهرمزان : تركت بعدي عدوا كثيرا وشوكة شديدة ، أي قتالا شديدا وقوة ظاهرة ; ومنه الحديث : هلم إلى جهاد لا شوكة فيه ، يعني الحج . والشوكة : داء كالطاعون . والشوكة : حمرة ترقى الجسد فترقى ، وقد شيك الرجل : أصابته هذه العلة . الليث : الشوكة حمرة تظهر في الوجه وغيره من الجسد فتسكن بالرقى ، ورجل مشوك . وفي الحديث : أنه كوى سعد بن زرارة من الشوكة ، وهي حمرة تعلو الوجه والجسد . يقال : قد شيك فهو مشوك ، وكذلك إذا دخل في جسمه شوكة . وفي الحديث : وإذا شيك فلا انتقش أي إذا شاكته شوكة فلا يقدر على انتقاشها ، وهو إخراجها بالمنقاش ; ومنه : ولا يشاك المؤمن ، ومنه الحديث الآخر : حتى الشوكة يشاكها . والشوكة : طينة تدار رطبة ويغمز أعلاها حتى تنبسط ثم يجعل في أعلاها سلاء النخل ليخلص بها الكتان ، وتسمى شواكة الكتان ; وفي التهذيب : شوكة الكتان . والشويكة : ضرب من الإبل . وشوكة : بنت عمرو بن شأس ; ولها يقول :


                                                          ألم تعلمي يا شوك أن رب هالك     ولو كبرت رزءا علي وجلت

                                                          والشويكة وشوك وشوكان والشوكان : مواضع ; أنشد ابن الأعرابي :


                                                          صوادر عن شوك أو أضايحا

                                                          وقال :


                                                          كالنخل من شوكان ذات صرام

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية