الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم

                                                                                                                                                                                                                                      ويقول الذين آمنوا حرصا منهم على الجهاد. لولا نزلت سورة أي: هلا نزلت سورة تؤمر فيها بالجهاد. فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال بطريق الأمر به أي: سورة مبينة لا تشابه ولا احتمال فيها لوجه آخر سوى وجوب القتال. عن قتادة كل سورة فيها ذكر القتال فهي محكمة لم تنسخ، وقرئ فإذا نزلت [ ص: 98 ] سورة، وقرئ وذكر على إسناد الفعل إلى ضميره تعالى ونصب القتال. رأيت الذين في قلوبهم مرض أي: ضعف في الدين، وقيل: نفاق وهو الأظهر الأوفق لسياق النظم الكريم. ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت أي: تشخص أبصارهم جبنا وهلعا كدأب من أصابته غشية الموت. فأولى لهم أي: فويل لهم وهو أفعل من الولي وهو القرب. وقيل: من آل ومعناه الدعاء عليهم بأن يليهم المكروه أو يؤول إليه أمرهم. وقيل: هو مشتق من الويل وأصله: أويل نقلت العين إلى ما بعد اللام فوزنه أفلع.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية