[ ص: 1561 ] ( 2 ) - كتاب أسماء الله تعالى
الفصل الأول
2287 - وعن - رضي الله عنه - قال : أبي هريرة ، مائة إلا واحدا ، من أحصاها دخل الجنة ، وفي رواية وهو وتر يحب الوتر لله تعالى تسعة وتسعين اسما . متفق عليه . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن
كتاب أسماء الله تعالى
التالي
السابق
( 2 ) كتاب أسماء الله تعالى
، أو باعتبار صفة سلبية كالقدوس ، والأول أو حقيقية ثبوتية كالعليم والقادر ، أو إضافية كالحميد والمليك ، أو باعتبار فعل من أفعاله كالرازق والخالق ، والاسم هو : اللفظ الدال على المعنى بالوضع لغة ، والمسمى هو : المعنى الموضوع له الاسم ، والتسمية وضع ذلك اللفظ لذلك المعنى ، أو لإطلاقه عليه ، وقد يطلق الاسم ويراد به المعنى ، فالمراد بالاسم هو المسمى على التقدير الثاني ، وغير المسمى على التقدير الأول ، فلذلك اختلف في أن الاسم هو المسمى أو غيره . وقالت اسمه تعالى ما يطلق عليه ، وذلك باعتبار ذاته كالله المعتزلة : الاسم هو التسمية دون المسمى . وقال مشايخنا : التسمية هو اللفظ الدال على المسمى ، والاسم هو المعنى المسمى به . قال ابن حجر : ومذهب الأشعري أن الاسم قد يكون عين المسمى كالله ، وقد يكون غيره كالخالق ، وقد لا يكون عينه ولا غيره كالعالم ، فإن علمه ليس عين ذاته خلافا للمعتزلة ، ولا غيره على أن الغير ما يمكن انفكاكه من الجانبين اهـ . واعلم أن مذهب أهل السنة والجماعة أن ، لما أن المعاني تفهم من هذه الصفات لغة وعقلا ، فهي إن لم تكن ثابتة لذات الله تعالى كان نقصا ؛ لأنها صفات كمال ، وإن كانت ثابتة كانت زائدة بالضرورة ، لأن تلك المعاني يمتنع قيامها بذاتها ، فثبت أنها ليست عين الذات وليست غيرها أيضا ، لأن الغيرين هما اللذان يمكن انفكاك أحدهما عن الآخر ، وذهب الفلاسفة إلى كونها عين الذات ، ويقرب من قولهم قول صفات الله ليست عين ذاته المعتزلة : إن الله عالم لا بالعلم ، بل بالذات ، ومحل هذا المبحث كتب العقائد ، ولم يتكلف السلف في ذلك ، ولا في التلاوة والمتلو تورعا وطلبا للسلامة .
الفصل الأول
2287 - ( عن قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن لله ) : زيد في نسخة " تعالى " ( تسعة وتسعين اسما ) : أي : صفة ( مائة إلا واحدا ) وفي نسخة : إلا واحدة . قال أبي هريرة زين العرب : جاء في كتاب المصابيح : إلا واحدة ، وقال الطيبي : وقد جاء في الرواية إلا واحدة نظرا إلى الكلمة أو الصفة أو التسمية ( من أحصاها ) : أي : من آمن بها ، أو عدها وقرأها كلمة كلمة على طريق الترتيل تبركا وإخلاصا ، أو حفظ مبانيها وعلم معانيها وتخلق بما فيها ( دخل الجنة ) أي : دخولا أوليا أو دخولا معظما ، أو أعلى مراتبها . وفي رواية لمسلم : والترمذي أي : الجنة الحسية في العقبى والمعنوية في الدنيا . من حفظها دخل الجنة
وقال بعض شراح المصابيح : قوله : " مائة إلا واحدة " بدل الكل مما تقدم من اسم إن ، أو منصوب بإضمار أعني ، وفائدته التأكيد والمبالغة في المنع عن الزيادة والنقصان ؛ لأن أسماء الله توقيفية ، ولئلا يلتبس " تسعة وتسعين " بسبعة وتسعين بتقدم السين في الأول ، أو سبعة وسبعين بتقديم السين فيهما ، أو تسعة وسبعين بتقدم السين في الثاني من زلة الكاتب وهفوة القلم ، فينشأ الاختلاف في المسموع من المسطور ، فأكده به حسما لمادة الخلاف وإرشادا للاحتياط في هذا الباب ، أو لاحتمال أن تكون الواو بمعنى " أو " نظيره قوله : ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة . قال في المعالم ، عند قوله تعالى : وذروا الذين يلحدون في أسمائه تسميته بما لا ينطق به كتاب ولا سنة . وقال الإلحاد في أسمائه تعالى - رحمه الله - : أسماء الله توجد توقيفا ويراعى فيها الكتاب والسنة والإجماع ، فكل اسم ورد في هذه الأصول وجب إطلاقه في وصفه تعالى ، وما لم يرد فيها لا يجوز إطلاقه في وصفه وإن صح معناه . قال أبو القاسم القشيري الراغب : ذهبت المعتزلة إلى أنه يصح أن ، والأفهام الصحيحة البشرية لها سعة ومجال في اختيار الصفات . قال : وما ذهب إليه أهل الحديث هو الصحيح . وقال يطلق على الله اسم يصح معناه فيه ابن حجر : على الأصح عند أئمتنا خلافا أسماء الله توقيفية للغزالي والباقلاني كالمعتزلة .
[ ص: 1562 ] قال الطيبي : نقل النووي - رحمه الله - عن القشيري أن في الحديث دليلا على أن الاسم هو المسمى ، إذ لو كان غيره لكانت الأسماء لغيره ، ولخص هذا المعنى القاضي وأجاب عنه حيث قال : فإن قيل : إذا كان الاسم عين المسمى . فالجواب من وجهين . الأول : أن المراد من الاسم هاهنا اللفظ ، ولا خلاف في ورود الاسم بهذا المعنى ، إنما النزاع في أنه هل يطلق ويراد به المسمى عينه ، ولا يلزم من تعدد الأسماء تعدد المسمى . والثاني : أن كل واحد من الألفاظ المطلقة على الله يدل على ذاته باعتبار صفة حقيقة ، وذلك يستدعي التعدد في الاعتبارات والصفات دون الذات ، ولا استحالة في ذلك . لزم من قوله : إن لله تسعة وتسعين اسما الحكم بتعدد الإله إذ ثبت في الكتاب الرب المولى النصير المحيط الكافي العلام وغير ذلك وفي السنة الحنان المنان الدائم الجميل ، وتخصيصها بالذكر لكونها أشهر لفظا وأظهر معنى ، ولأنها غرر أسمائه وأمهاتها المشتملة على معاني غيرها . وقيل : من أحصاها صفة لها ، فلا يدل على الحصر مثل : لفلان ألف شاة أعدها للأضياف ، فلا يدل على أنه لا يملك غيرها . وقوله : تسعة وتسعين لا يدل على الحصر
( وفي رواية ) : أي : للبخاري ذكره ميرك في حاشية الحصن ( وهو ) : أي : ذاته تعالى : ( وتر ) : بكسر الواو أي : فرد لا شبيه له ولا نظير ( ) : أي : من الأعمال والأذكار ، يعني يحب منها ما كان على صفة الإخلاص والتفرد له تعالى ، وهذا معنى قول يحب الوتر الطيبي أي : يثيب على العمل الذي أتى به وترا لما فيه من التنبيه على معاني الفردية قلبا ، ولسانا ، وإيمانا ، وإخلاصا إثابة كاملة . ( متفق عليه ) : رواه الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه والحاكم في مستدركه ، ، وفي رواية وابن حبان للبخاري : " " . لا يحفظه أحد إلا دخل الجنة
، أو باعتبار صفة سلبية كالقدوس ، والأول أو حقيقية ثبوتية كالعليم والقادر ، أو إضافية كالحميد والمليك ، أو باعتبار فعل من أفعاله كالرازق والخالق ، والاسم هو : اللفظ الدال على المعنى بالوضع لغة ، والمسمى هو : المعنى الموضوع له الاسم ، والتسمية وضع ذلك اللفظ لذلك المعنى ، أو لإطلاقه عليه ، وقد يطلق الاسم ويراد به المعنى ، فالمراد بالاسم هو المسمى على التقدير الثاني ، وغير المسمى على التقدير الأول ، فلذلك اختلف في أن الاسم هو المسمى أو غيره . وقالت اسمه تعالى ما يطلق عليه ، وذلك باعتبار ذاته كالله المعتزلة : الاسم هو التسمية دون المسمى . وقال مشايخنا : التسمية هو اللفظ الدال على المسمى ، والاسم هو المعنى المسمى به . قال ابن حجر : ومذهب الأشعري أن الاسم قد يكون عين المسمى كالله ، وقد يكون غيره كالخالق ، وقد لا يكون عينه ولا غيره كالعالم ، فإن علمه ليس عين ذاته خلافا للمعتزلة ، ولا غيره على أن الغير ما يمكن انفكاكه من الجانبين اهـ . واعلم أن مذهب أهل السنة والجماعة أن ، لما أن المعاني تفهم من هذه الصفات لغة وعقلا ، فهي إن لم تكن ثابتة لذات الله تعالى كان نقصا ؛ لأنها صفات كمال ، وإن كانت ثابتة كانت زائدة بالضرورة ، لأن تلك المعاني يمتنع قيامها بذاتها ، فثبت أنها ليست عين الذات وليست غيرها أيضا ، لأن الغيرين هما اللذان يمكن انفكاك أحدهما عن الآخر ، وذهب الفلاسفة إلى كونها عين الذات ، ويقرب من قولهم قول صفات الله ليست عين ذاته المعتزلة : إن الله عالم لا بالعلم ، بل بالذات ، ومحل هذا المبحث كتب العقائد ، ولم يتكلف السلف في ذلك ، ولا في التلاوة والمتلو تورعا وطلبا للسلامة .
الفصل الأول
2287 - ( عن قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن لله ) : زيد في نسخة " تعالى " ( تسعة وتسعين اسما ) : أي : صفة ( مائة إلا واحدا ) وفي نسخة : إلا واحدة . قال أبي هريرة زين العرب : جاء في كتاب المصابيح : إلا واحدة ، وقال الطيبي : وقد جاء في الرواية إلا واحدة نظرا إلى الكلمة أو الصفة أو التسمية ( من أحصاها ) : أي : من آمن بها ، أو عدها وقرأها كلمة كلمة على طريق الترتيل تبركا وإخلاصا ، أو حفظ مبانيها وعلم معانيها وتخلق بما فيها ( دخل الجنة ) أي : دخولا أوليا أو دخولا معظما ، أو أعلى مراتبها . وفي رواية لمسلم : والترمذي أي : الجنة الحسية في العقبى والمعنوية في الدنيا . من حفظها دخل الجنة
وقال بعض شراح المصابيح : قوله : " مائة إلا واحدة " بدل الكل مما تقدم من اسم إن ، أو منصوب بإضمار أعني ، وفائدته التأكيد والمبالغة في المنع عن الزيادة والنقصان ؛ لأن أسماء الله توقيفية ، ولئلا يلتبس " تسعة وتسعين " بسبعة وتسعين بتقدم السين في الأول ، أو سبعة وسبعين بتقديم السين فيهما ، أو تسعة وسبعين بتقدم السين في الثاني من زلة الكاتب وهفوة القلم ، فينشأ الاختلاف في المسموع من المسطور ، فأكده به حسما لمادة الخلاف وإرشادا للاحتياط في هذا الباب ، أو لاحتمال أن تكون الواو بمعنى " أو " نظيره قوله : ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة . قال في المعالم ، عند قوله تعالى : وذروا الذين يلحدون في أسمائه تسميته بما لا ينطق به كتاب ولا سنة . وقال الإلحاد في أسمائه تعالى - رحمه الله - : أسماء الله توجد توقيفا ويراعى فيها الكتاب والسنة والإجماع ، فكل اسم ورد في هذه الأصول وجب إطلاقه في وصفه تعالى ، وما لم يرد فيها لا يجوز إطلاقه في وصفه وإن صح معناه . قال أبو القاسم القشيري الراغب : ذهبت المعتزلة إلى أنه يصح أن ، والأفهام الصحيحة البشرية لها سعة ومجال في اختيار الصفات . قال : وما ذهب إليه أهل الحديث هو الصحيح . وقال يطلق على الله اسم يصح معناه فيه ابن حجر : على الأصح عند أئمتنا خلافا أسماء الله توقيفية للغزالي والباقلاني كالمعتزلة .
[ ص: 1562 ] قال الطيبي : نقل النووي - رحمه الله - عن القشيري أن في الحديث دليلا على أن الاسم هو المسمى ، إذ لو كان غيره لكانت الأسماء لغيره ، ولخص هذا المعنى القاضي وأجاب عنه حيث قال : فإن قيل : إذا كان الاسم عين المسمى . فالجواب من وجهين . الأول : أن المراد من الاسم هاهنا اللفظ ، ولا خلاف في ورود الاسم بهذا المعنى ، إنما النزاع في أنه هل يطلق ويراد به المسمى عينه ، ولا يلزم من تعدد الأسماء تعدد المسمى . والثاني : أن كل واحد من الألفاظ المطلقة على الله يدل على ذاته باعتبار صفة حقيقة ، وذلك يستدعي التعدد في الاعتبارات والصفات دون الذات ، ولا استحالة في ذلك . لزم من قوله : إن لله تسعة وتسعين اسما الحكم بتعدد الإله إذ ثبت في الكتاب الرب المولى النصير المحيط الكافي العلام وغير ذلك وفي السنة الحنان المنان الدائم الجميل ، وتخصيصها بالذكر لكونها أشهر لفظا وأظهر معنى ، ولأنها غرر أسمائه وأمهاتها المشتملة على معاني غيرها . وقيل : من أحصاها صفة لها ، فلا يدل على الحصر مثل : لفلان ألف شاة أعدها للأضياف ، فلا يدل على أنه لا يملك غيرها . وقوله : تسعة وتسعين لا يدل على الحصر
( وفي رواية ) : أي : للبخاري ذكره ميرك في حاشية الحصن ( وهو ) : أي : ذاته تعالى : ( وتر ) : بكسر الواو أي : فرد لا شبيه له ولا نظير ( ) : أي : من الأعمال والأذكار ، يعني يحب منها ما كان على صفة الإخلاص والتفرد له تعالى ، وهذا معنى قول يحب الوتر الطيبي أي : يثيب على العمل الذي أتى به وترا لما فيه من التنبيه على معاني الفردية قلبا ، ولسانا ، وإيمانا ، وإخلاصا إثابة كاملة . ( متفق عليه ) : رواه الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه والحاكم في مستدركه ، ، وفي رواية وابن حبان للبخاري : " " . لا يحفظه أحد إلا دخل الجنة