[ ص: 396 ] سورة "ق" وتسمى الباسقات
مقصودها تصديق النبي صلى الله عليه وسلم في الرسالة التي معظمها الإنذار وأعظمه الإعلام بيوم الخروج بالدلالة على ذلك بعد الآيات المسموعة الغنية بإعجازها عن تأييد بالآيات المرئية الدالة قطعا على الإحاطة بجميع صفات الكمال، وأحسن من هذا أن يقال: مقصودها الدلالة على إحاطة القدرة التي هي نتيجة ما ختمت به الحجرات من إحاطة العلم لبيان أنه لا بد من البعث ليوم الوعيد، فتكتنف هذه الإحاطة بما يحصل من الفضل بين العباد بالعدل؛ لأن ذلك هو سر الوجود وذلك هو نتيجة مقصود البقرة، والذي تكفل بالدلالة على هذا كله ما شوهد من إحاطة [مجد] القرآن بإعجازه في بلوغه في كل من جميع المعاني وعلو التراكب وجلالة المفردات وتلازم الحروف وتناسب النظم ورشاقة الجمع وحلاوة التفضيل إلى حد لا تطيقه القوى، ومن إحاطة أوصاف الرسول الذي اختاره سبحانه لإبلاغ هذا الكتاب في الخلق، وما شوهد من إحاطة القدرة بما هدى إليه القرآن من آيات الإيجاد والإعدام، وعلى كل من الاحتمالين دل اسمها "ق" لما في آياته من إثبات المجد بهذا الكتاب، والمجد هو الشرف والكرم [ ص: 397 ] والرفعة والعلو، وذلك لا يكون إلا والآتي به كذلك، وهو ملازم لصدقه في جميع ما أتى به، وللقاف وحدها أتم دلالة على ذلك، أولا بمخرجها فإنه من أصل اللسان مما يلي الحلق ويحاذيه من الحنك الأعلى؛ فإن ذلك إشارة إلى أن مقصود السورة الأصل والعلو، وكل منها دال على الصدق دلالة قوية؛ فإن الأصل في وضع الخبر الصدق، ودلالته على الكذب وضعية لا عقلية، وهي أيضا محيطة باسمها أو مسماها بالمخارج الثلاث، والإحاطة بالحق لا تكون إلا مع العلو، وهو لا يكون إلا مع الصدق، ولإحاطتها سمي بها الجبل المحيط بالأرض، هذا بمخرجها، وأما صفتها فإنها عظيمة في ذلك؛ فإن لها الجهر والشدة والانفتاح والاستعلاء والقلقة، وكل منها ظاهر الدلالة على ذلك جدا، وأدل ما فيها من المخلوقات على هذا المقصد النخل؛ لما انفردت به عما شاركها من النبات بالإحاطة بالطول وكثرة المنافع؛ فإنها جامعة للتفكه بالقلب ثم الطلع ثم البسر ثم الرطب وبالاقتيات بالتمر وبالخشب والحطب والقطا والخوص النافع للافتراش والليف النافع للحبال، ودون ذلك وأعلاه من الخلال، هذا مع كثرة ملابسة العرب الذين هم أول مدعو بهذا الكتاب الذكر لها ومعرفتهم بخواصها، وأدل ما فيها الطول مع أنه ليس لعروقها من الامتداد في الأرض والتمكن ما لغيرها، ومثل ذلك غير كاف في العادة في الإمساك عن السقوط وكثرة الحمل وعظم الإفناء وتناضد الثمر، ولذلك سميت سورة الباسقات لا النخل.
[ ص: 398 ] "بسم الله" الذي من إحاطة حمده بيانه ما لنبيه صلى الله عليه وسلم من إحاطة الحمد، ولقدرته سبحانه من الإحاطة التي ليس لها حد. "الرحمن" الذي عم خلقه برحمته حين أرسل إليهم محمدا صلى الله عليه وسلم بشرائعه، فهو أصدق العباد، وأظهر بعظيم معجزاته أن قدرته ما لها من نفاد. "الرحيم" الذي خص بالفوز في دار القرار أهل الرغاد.
سورة ق
- مقصودها
- قوله تعالى ق والقرآن المجيد
- قوله تعالى بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب
- قوله تعالى أإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد
- قوله تعالى قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ
- قوله تعالى بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج
- قوله تعالى أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج
- قوله تعالى والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج
- قوله تعالى تبصرة وذكرى لكل عبد منيب
- قوله تعالى ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد
- قوله تعالى والنخل باسقات لها طلع نضيد
- قوله تعالى رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج
- قوله تعالى كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود
- قوله تعالى وعاد وفرعون وإخوان لوط
- قوله تعالى وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد
- قوله تعالى أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد
- قوله تعالى ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد
- قوله تعالى إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد
- قوله تعالى ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد
- قوله تعالى وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد
- قوله تعالى ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد
- قوله تعالى وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد
- قوله تعالى لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد
- قوله تعالى وقال قرينه هذا ما لدي عتيد
- قوله تعالى ألقيا في جهنم كل كفار عنيد
- قوله تعالى مناع للخير معتد مريب
- قوله تعالى الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد
- قوله تعالى قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد
- قوله تعالى قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد
- قوله تعالى ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد
- قوله تعالى يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد
- قوله تعالى وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد
- قوله تعالى هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ
- قوله تعالى من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب
- قوله تعالى ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود
- قوله تعالى لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد
- قوله تعالى وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص
- قوله تعالى إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
- قوله تعالى ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب
- قوله تعالى فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب
- قوله تعالى ومن الليل فسبحه وأدبار السجود
- قوله تعالى واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب
- قوله تعالى يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج
- قوله تعالى إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير
- قوله تعالى يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير
- قوله تعالى نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد