الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان اعتمادهم على الله سببا لفلاحهم؛ قال فانقلبوا ؛ أي: فكان ذلك سببا لأنهم انقلبوا؛ أي: من الوجه الذي ذهبوا فيه مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بنعمة ؛ وعظمها بإضافتها إلى الاسم الأعظم؛ فقال: من الله ؛ أي: الذي له الكمال كله؛ وفضل [ ص: 131 ] ؛ أي: من الدنيا ما طاب لهم من طيب الثناء؛ بصدق الوعد؛ ومضاء العزم؛ وعظيم الفناء؛ والجرأة إلى ما نالوه عند ربهم حال كونهم لم يمسسهم سوء ؛ أي: من العدو الذي خوفوه؛ ولا غيره؛ واتبعوا ؛ أي: مع ذلك؛ بطاعتهم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغاية جهدهم؛ رضوان الله ؛ أي: الذي له الجلال والجمال؛ فحازوا أعظم فضله؛ والله ؛ أي: الذي لا كفؤ له؛ ذو فضل عظيم ؛ أي: في الدارين؛ على من يرضيه؛ فستنظرون فوق ما تؤملون؛ فليبشر المجيب؛ ويغتم ويحزن المتخلف؛ ولعظم الأمر كرر الاسم الأعظم كثيرا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية