ولما ذكر هذه الصنائع الباهرة، عللها بقوله: nindex.php?page=treesubj&link=32433_34289_29021nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=8تبصرة أي: جعلنا هذه الأشياء كلها، أي لأجل أن تنظروها بأبصاركم، ثم تتفكروا ببصائركم، فتعبروا منها إلى صانعها، فتعلموا ما له من العظمة nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=8وذكرى أي: ولتتذكروا بها تذكرا عظيما، بما لكم من القوى والقدر فتعلموا [ ص: 411 ] بعجزكم عن كل شيء من ذلك أن صانعها لا يعجزه شيء، وأنه محيط بجميع صفات الكمال، [لو ألم] بجنابه شائبة من شوائب النقص لما فاض عنه هذا الصنع الغريب البديع.

ولما كان من لا ينتفع بالشيء كأنه عادم لذلك الشيء، قصر الأمر على المنتفع فقال: nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=8لكل عبد يتذكر بما له من النقص وبما دل عليه هذا الصنع من الكمال أنه عبد مربوب لصانعه. ولما كان الإنسان لما له من النقصان لا يزال كلما أعلاه عقله أسفله طبعه، فكان ربما ظن أنه لا يقبل إذا رجع، رغبة في الرجوع بقوله: nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=8منيب أي: رجاع عما حطه عنه طبعه إلى ما يعليه إليه عقله، فيرجع من شهود هذه الأفعال إلى شهود هذه الصفات إلى علم الذات.

وَلَمَّا ذَكَرَ هَذِهِ الصَّنَائِعَ الْبَاهِرَةَ، عَلَّلَهَا بِقَوْلِهِ: nindex.php?page=treesubj&link=32433_34289_29021nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=8تَبْصِرَةً أَيْ: جَعَلْنَا هَذِهِ الْأَشْيَاءَ كُلَّهَا، أَيْ لِأَجْلِ أَنْ تَنْظُرُوهَا بِأَبْصَارِكُمْ، ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا بِبَصَائِرِكُمْ، فَتَعْبُرُوا مِنْهَا إِلَى صَانِعِهَا، فَتَعْلَمُوا مَا لَهُ مِنَ الْعَظَمَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=8وَذِكْرَى أَيْ: وَلِتَتَذَكَّرُوا بِهَا تَذَكُّرًا عَظِيمًا، بِمَا لَكُمْ مِنَ الْقُوَى وَالْقَدْرِ فَتَعْلَمُوا [ ص: 411 ] بِعَجْزِكُمْ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ صَانِعَهَا لَا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ، وَأَنَّهُ مُحِيطٌ بِجَمِيعِ صِفَاتِ الْكَمَالِ، [لَوْ أَلَمَّ] بِجَنَابِهِ شَائِبَةٌ مِنْ شَوَائِبِ النَّقْصِ لَمَا فَاضَ عَنْهُ هَذَا الصُّنْعُ الْغَرِيبُ الْبَدِيعُ.

وَلَمَّا كَانَ مَنْ لَا يَنْتَفِعُ بِالشَّيْءِ كَأَنَّهُ عَادِمٌ لِذَلِكَ الشَّيْءِ، قَصَرَ الْأَمْرَ عَلَى الْمُنْتَفِعِ فَقَالَ: nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=8لِكُلِّ عَبْدٍ يَتَذَكَّرُ بِمَا لَهُ مِنَ النَّقْصِ وَبِمَا دَلَّ عَلَيْهِ هَذَا الصُّنْعُ مِنَ الْكَمَالِ أَنَّهُ عَبْدٌ مَرْبُوبٌ لِصَانِعِهِ. وَلَمَّا كَانَ الْإِنْسَانُ لِمَا لَهُ مِنَ النُّقْصَانِ لَا يَزَالُ كُلَّمَا أَعْلَاهُ عَقْلُهُ أَسْفَلَهُ طَبْعُهُ، فَكَانَ رُبَّمَا ظَنَّ أَنَّهُ لَا يُقْبِلُ إِذَا رَجَعَ، رَغْبَةً فِي الرُّجُوعِ بِقَوْلِهِ: nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=8مُنِيبٍ أَيْ: رَجَّاعٍ عَمَّا حَطَّهُ عَنْهُ طَبْعُهُ إِلَى مَا يُعْلِيهِ إِلَيْهِ عَقْلُهُ، فَيَرْجِعُ مِنْ شُهُودِ هَذِهِ الْأَفْعَالِ إِلَى شُهُودِ هَذِهِ الصِّفَاتِ إِلَى عِلْمِ الذَّاتِ.