nindex.php?page=treesubj&link=30525_30539_30550_29022nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=59فإن للذين ظلموا أي إذا ثبت أن الله تعالى ما خلق الجن والإنس إلا ليعبدون وأنه سبحانه ما يريد منهم من رزق إلى آخر ما تقدم فإن للذين ظلموا أنفسهم باشتغالهم بغير ما خلقوا له من العبادة وإشراكهم بالله عز وجل وتكذيبهم رسوله عليه الصلاة والسلام وهم أهل
مكة وأضرابهم من كفار العرب
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=59ذنوبا أي نصيبا من العذاب
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=59مثل ذنوب أي نصيب
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=59أصحابهم أي نظرائهم من الأمم السالفة ، وأصل الذنوب الدلو العظيمة الممتلئة ماء ، أو القريبة من الامتلاء ، قال
الجوهري : ولا يقال لها ذنوب وهي فارغة ، وهي تذكر وتؤنث وجمعها أذنبة وذنائب فاستعيرت للنصيب مطلقا شرا كان كالنصيب من العذاب في الآية أو خيرا كما في العطاء في قول
علقمة بن عبدة التميمي يمدح
الحارث بن أبي شمر الغساني وكان أسر أخاه
شأسا يوم عين أباغ :
وفي كل حي قد خبطت بنعمة فحق لشأس من نداك ذنوب
يروى أن
الحارث لما سمع هذا البيت قال نعم وأذنبة ومن استعمالها في النصيب قول الآخر :
لعمرك والمنايا طارقات لكل بني أب منها ذنوب
وهو استعمال شائع ، وفي الكشاف هذا تمثيل أصله في السقاة يقتسمون الماء فيكون لهذا ذنوب ولهذا ذنوب قال الراجز :
إنا إذا نازلنا غريب له ذنوب ولنا ذنوب
وإن أبيتم فلنا القليب
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=59فلا يستعجلون أي لا يطلبوا مني أن أعجل في الإتيان به يقال استعجله أي حثه على العجلة وطلبها منه ، ويقال : استعجلت كذا إن طلبت وقوعه بالعجلة ، ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أتى أمر الله فلا تستعجلوه [النحل : 1] وهو على ما في الإرشاد جواب لقولهم : ( متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ) [يونس : 48 ، الأنبياء : 38 ، النمل : 71 ، سبأ : 29 ، يس : 48 ، الملك : 25]
nindex.php?page=treesubj&link=30525_30539_30550_29022nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=59فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا أَيْ إِذَا ثَبَتَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مَا خَلَقَ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ وَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ مَا يُرِيدُ مِنْهُمْ مَنْ رِزْقٍ إِلَى آخَرِ مَا تَقَدَّمَ فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ بِاشْتِغَالِهِمْ بِغَيْرِ مَا خُلِقُوا لَهُ مِنَ الْعِبَادَةِ وَإِشْرَاكِهِمْ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَتَكْذِيبِهِمْ رَسُولِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَهُمْ أَهْلُ
مَكَّةَ وَأَضْرَابُهُمْ مِنْ كُفَّارِ الْعَرَبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=59ذَنُوبًا أَيْ نَصِيبًا مِنَ الْعَذَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=59مِثْلَ ذَنُوبِ أَيْ نَصِيبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=59أَصْحَابِهِمْ أَيْ نُظَرَائِهِمْ مِنَ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ ، وَأَصْلُ الذُّنُوبِ الدَّلْوُ الْعَظِيمَةُ الْمُمْتَلِئَةُ مَاءً ، أَوِ الْقَرِيبَةُ مِنَ الِامْتِلَاءِ ، قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : وَلَا يُقَالُ لَهَا ذُنُوبٌ وَهِيَ فَارِغَةٌ ، وَهِيَ تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ وَجَمْعُهَا أَذْنِبَةٌ وَذَنَائِبُ فَاسْتُعِيرَتْ لِلنَّصِيبِ مُطْلَقًا شَرًّا كَانَ كَالنَّصِيبِ مِنَ الْعَذَابِ فِي الْآيَةِ أَوْ خَيَّرَا كَمَا فِي الْعَطَاءِ فِي قَوْلِ
عَلْقَمَةِ بْنِ عَبَدَةِ التَّمِيمِيِّ يَمْدَحُ
الْحَارِثَ بْنَ أَبِي شَمِرِ الْغَسَّانِيِّ وَكَانَ أَسِرَ أَخَاهُ
شَأْسًا يَوْمَ عَيْنِ أَبَاغِ :
وَفِي كُلِّ حَيٍّ قَدْ خَبَطْتَ بِنِعْمَةِ فَحُقَّ لِشَأْسٍ مِنْ نَدَاكَ ذَنُوبُ
يُرْوَى أَنَّ
الْحَارِثَ لَمَّا سَمِعَ هَذَا الْبَيْتَ قَالَ نَعَمْ وَأَذْنِبَةً وَمِنِ اسْتِعْمَالِهَا فِي النَّصِيبِ قَوْلُ الْآخَرُ :
لَعَمْرِكَ وَالْمَنَايَا طَارِقَاتٌ لِكُلِّ بَنِي أَبٍ مِنْهَا ذَنُوبُ
وَهُوَ اسْتِعْمَالٌ شَائِعٌ ، وَفِي الْكَشَّافِ هَذَا تَمْثِيلُ أَصْلِهِ فِي السُّقَاةِ يَقْتَسِمُونَ الْمَاءَ فَيَكُونَ لِهَذَا ذَنُوبٌ وَلِهَذَا ذَنُوبٌ قَالَ الرَّاجِزُ :
إِنَّا إِذَا نَازَلَنَا غَرِيبُ لَهُ ذَنُوبٌ وَلَنَا ذَنُوبٌ
وَإِنْ أَبَيْتُمْ فَلَنَا الْقَلِيبُ
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=59فَلا يَسْتَعْجِلُونِ أَيْ لَا يَطْلُبُوا مِنِّي أَنْ أُعَجِّلَ فِي الْإِتْيَانِ بِهِ يُقَالُ اسْتَعْجَلَهُ أَيْ حَثَّهُ عَلَى الْعَجَلَةِ وَطَلَبَهَا مِنْهُ ، وَيُقَالُ : اسْتَعْجَلْتُ كَذَا إِنْ طَلَبْتُ وُقُوعَهُ بِالْعَجَلَةِ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ [النَّحْلُ : 1] وَهُوَ عَلَى مَا فِي الْإِرْشَادِ جَوَابٌ لِقَوْلِهِمْ : ( مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) [يُونُسُ : 48 ، الْأَنْبِيَاءُ : 38 ، النَّمْلُ : 71 ، سَبَأُ : 29 ، يَسُ : 48 ، الْمُلْكُ : 25]