الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان المراد من الموعظين الطاعة التي هي سبب النجاة، فلذا [ ص: 125 ] قال ذاكرا للإنعام معبرا عنه بغاية المقصود منه معرفا أن انتقامه عدل ومعافاته فضل، لأن أحدا لا يقدر أن يكافئ نعمه ولا نعمة منها، معللا للنجاة: نعمة من عندنا أي: عظيمة غريبة جدا لشكرهم، ولما كان كأنه قيل: هل هذا مختص بهم... الإنجاء من بين الظالمين وهو مختص بهم، أجاب بقوله: كذلك أي: مثل هذا الإنجاء العظيم الذي جعلنا جزاء لهم نجزي بقدرتنا وعظمتنا من شكر أي: أوقع الشكر بجميع أنواعه فآمن وأطاع ليس. . . بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كائنا من كان من سوقة أو سلطان جائر شجاع أو جبان، فإننا عليه بالإنجاء بعد هلاك عدوه، قال القشيري: والشكر على نعم الدفع أتم من الشكر على نعم النفع، ولا يعرف ذلك إلا كل موفق كيس فالآية من الاحتباك: ذكر الإنعام أولا - لأنه السبب الحقيقي - دليلا على حذفه ثانيا، والشكر ثانيا - لأنه السبب الظاهر - دليلا على حذفه أولا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية