الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 263 ] الباب الحادي عشر

في المد والقصر

محتويات الباب

1 – التمهيد.

2 – الأصل في المد.

3 – تعريفه.

4 – حروفه.

5 – شروطه.

6 – أقسامه.

القسم الأول: المد الطبيعي وضابطه وأقسامه.

القسم الثاني: المد الفرعي وفيه خمس مسائل.

المسألة الأولى: في تعريفه.

المسألة الثانية: في أسبابه.

المسألة الثالثة: في أنواعه.

المسألة الرابعة: في أحكامه، وهي:

1 – المد الواجب المتصل وضابطه وما يتعلق به من أحكام، وكذلك بعض الأحكام المترتبة على وجه الإشباع فيه لحفص من طريق الطيبة.

2 – المد الجائز وهو ثلاثة أنواع:

(أ‌) المد الجائز المنفصل وضابطه والأحكام الواجب اتباعها حال الأداء على وجه قصره لحفص من طريق طيبة النشر.

(ب‌) المد الجائز العارض للسكون وأقسامه والأوجه الجائزة فيه وقفا واتفاقا واختلافا وضابط كل.

(ج) المد الجائز البدل وضابطه وأقسامه.

3 – المد اللازم وأقسامه الأربعة وضابط كل قسم .... إلخ.

المسألة الخامسة من مسائل المد الفرعي: وهي مراتبه، وهي ما ينشأ عن هذه المراتب من أحكام.

(فصل) في بيان مد اللين وحكمه في الوصل والوقف، وأقوال العلماء في ذلك.

(فصل) في بيان حكم هاء الضمير وما ألحق بها من حيث المد والقصر.

[ ص: 264 ] [ ص: 265 ] التمهيد: ينحصر كلامنا في هذا الباب جملة في خمسة أشياء وهي:

1 - الأصل في المد.

2 - تعريفه.

3 - حروفه.

4 - شروطه.

5 - أقسامه.

ولكل كلام خاص نفصله فيما يلي:

(1) الأصل في المد

أما الأصل فيه فهو حديث موسى بن يزيد الكندي قال: " كان ابن مسعود يقرئ رجلا فقرأ الرجل: إنما الصدقات للفقراء والمساكين [التوبة: 60] "مرسلة" فقال: ابن مسعود : ما هكذا أقرأنيها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: وكيف أقرأكها؟ قال: أقرأنيها: إنما الصدقات للفقراء والمساكين [التوبة: 60] فمدها.

وقد خرجه السيوطي في "الدر المنثور" فقال: أخرجه سعيد بن منصور ، والطبراني ، وابن مردويه ، وذكره الحافظ ابن الجزري في "النشر الكبير" بسنده إلى ابن مسعود - رضي الله عنه - بلفظ مقارب، وقال فيه: "هذا حديث حجة ونص في هذا الباب، رجال إسناده ثقات، رواه الطبراني في معجمه الكبير" انتهى منه بلفظه.

والأصل في المد عموما ما رواه البخاري في صحيحه (باب مد القراءة) عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "كان يمد مدا" اهـ، ورواه النسائي عن قتادة بلفظ " سألت أنسا كيف كانت [ ص: 266 ] قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: "كان يمد صوته مدا".

قال مكي بن أبي طالب القيسي فيه في "الكشف" فهذا عموم في كل ممدود، وذكر الصوت يدل على نفس المد، وتأكيده بالمصدر يدل على إشباع المد.

وقد قيل: إن معناه: "يصل قراءته بعضها ببعض" من قولهم: مددت السير في هذه الليلة، وذكره في الحديث لـ"الصوت" يدل على خلاف هذا التأويل.

وقوله تعالى: ورتل القرآن ترتيلا [المزمل، الآية: (4)] يدل على التمهل، والتمهل يعطي المد، وهو الاختيار لإجماع أكثر القراء على ذلك، ولما فيه من البيان، ولما ذكرنا من الحديث" اهـ.

وقال الشريف ابن يالوشة في شرح المقدمة الجزرية بعد أن ساق هذا الحديث: "والخبر عام في المتصل والمنفصل وغيرهما من أنواع المد" اهـ.

(2) تعريف المد والقصر

التالي السابق


الخدمات العلمية