الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان الكذب في قولهم هذا كونه إخبارا بما [لا] يكون، شرحه بقوله مؤكدا بأعظم من تأكيدهم: لئن أخرجوا أي بنو النضير من أي مخرج كان لا يخرجون أي المنافقون معهم أي حمية [لهم] لأسباب يعلمها الله ولئن قوتلوا أي اليهود من أي مقاتل كان فكيف بأشجع الخلق وأعلمهم صلى الله عليه وسلم لا ينصرونهم أي المنافقون ولقد صدق الله وكذبوا في الأمرين معا: القتال والإخراج، لا نصروهم ولا خرجوا معهم، فكان ذلك من أعلام النبوة، وعلم به من كان شاكا فضلا عن الموقنين، صدق [ ص: 449 ] الكلام على ما لم يكن ولا ليكون لو كان كيف كان يكون بصدق الكلام على ما لم يكن ويكون كيف يكون إذا كان في قوله تعالى: ولئن نصروهم أي المنافقون في وقت من الأوقات ليولن أي المنافقون ومن ينصرونه، وحقرهم بقوله: الأدبار ولما كان من عادة العرب الكر بعد الفر، بين أنهم لا كرة لهم بعد هذه الفرة وإن طال المدى فقال: ثم لا ينصرون أي لا يتجدد لفريقيهم ولا لواحد منهما نصرة في وقت من الأوقات، وقد صدق سبحانه: لم يزل المنافقون واليهود في الذل ولا يزالون.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية