(
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=27إنهم كانوا لا يرجون حسابا )
أولهما : قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=27إنهم كانوا لا يرجون حسابا ) وفيه سؤالان :
الأول : وهو أن
nindex.php?page=treesubj&link=30355_30362الحساب شيء شاق على الإنسان، والشيء الشاق لا يقال فيه إنه يرجى ، بل يجب أن يقال : إنهم كانوا لا يخشون حسابا؟ والجواب من وجوه :
أحدها : قال
مقاتل وكثير من المفسرين : قوله (لا يرجون) معناه لا يخافون، ونظيره قولهم في تفسير قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=13ما لكم لا ترجون لله وقارا ) [نوح : 13] .
وثانيها : أن
nindex.php?page=treesubj&link=28686_20008_20002المؤمن لا بد وأن يرجو رحمة الله لأنه قاطع بأن ثواب إيمانه زائد على عقاب جميع المعاصي سوى الكفر ، فقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=27إنهم كانوا لا يرجون حسابا ) إشارة إلى أنهم ما كانوا مؤمنين .
وثالثها : أن الرجاء هاهنا بمعنى التوقع لأن الراجي للشيء متوقع له إلا أن أشرف أقسام التوقع هو الرجاء فسمي الجنس باسم أشرف أنواعه .
ورابعها : أن في هذه الآية تنبيها على أن
nindex.php?page=treesubj&link=29703_29700_29693_30355الحساب مع الله جانب الرجاء فيه أغلب من جانب الخوف، وذلك لأن للعبد حقا على الله تعالى بحكم الوعد في جانب الثواب ولله تعالى حق على العبد في جانب العقاب، والكريم قد يسقط حق نفسه، ولا يسقط ما كان حقا لغيره عليه، فلا جرم كان جانب الرجاء أقوى في الحساب، فلهذا السبب ذكر الرجاء، ولم يذكر الخوف .
السؤال الثاني : أن الكفار كانوا قد أتوا بأنواع من القبائح والكبائر، فما السبب في أن خص الله تعالى هذا النوع من الكفر بالذكر في أول الأمر؟ الجواب : لأن
nindex.php?page=treesubj&link=30514_30512_30503رغبة الإنسان في فعل الخيرات وفي ترك المحظورات إنما تكون بسبب أن ينتفع به في الآخرة، فمن أنكر الآخرة، لم يقدم على شيء من المستحسنات، ولم يحجم عن شيء من المنكرات، فقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=27إنهم كانوا لا يرجون حسابا ) تنبيه على أنهم فعلوا كل شر وتركوا كل خير .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=27إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا )
أَوَّلُهُمَا : قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=27إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا ) وَفِيهِ سُؤَالَانِ :
الْأَوَّلُ : وَهُوَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30355_30362الْحِسَابَ شَيْءٌ شَاقٌّ عَلَى الْإِنْسَانِ، وَالشَّيْءُ الشَّاقُّ لَا يُقَالُ فِيهِ إِنَّهُ يُرْجَى ، بَلْ يَجِبُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَخْشَوْنَ حِسَابًا؟ وَالْجَوَابُ مِنْ وُجُوهٍ :
أَحَدُهَا : قَالَ
مُقَاتِلٌ وَكَثِيرٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ : قَوْلُهُ (لَا يَرْجُونَ) مَعْنَاهُ لَا يَخَافُونَ، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُمْ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=13مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ) [نُوحٍ : 13] .
وَثَانِيهَا : أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28686_20008_20002الْمُؤْمِنَ لَا بُدَّ وَأَنْ يَرْجُوَ رَحْمَةَ اللَّهِ لِأَنَّهُ قَاطِعٌ بِأَنَّ ثَوَابَ إِيمَانِهِ زَائِدٌ عَلَى عِقَابِ جَمِيعِ الْمَعَاصِي سِوَى الْكُفْرِ ، فَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=27إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا ) إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُمْ مَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ .
وَثَالِثُهَا : أَنَّ الرَّجَاءَ هَاهُنَا بِمَعْنَى التَّوَقُّعِ لِأَنَّ الرَّاجِيَ لِلشَّيْءِ مُتَوَقِّعٌ لَهُ إِلَّا أَنَّ أَشْرَفَ أَقْسَامِ التَّوَقُّعِ هُوَ الرَّجَاءُ فَسُمِّيَ الْجِنْسُ بِاسْمِ أَشْرَفِ أَنْوَاعِهِ .
وَرَابِعُهَا : أَنَّ فِي هَذِهِ الْآيَةِ تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29703_29700_29693_30355الْحِسَابَ مَعَ اللَّهِ جَانِبُ الرَّجَاءِ فِيهِ أَغْلَبُ مِنْ جَانِبِ الْخَوْفِ، وَذَلِكَ لِأَنَّ لِلْعَبْدِ حَقًّا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى بِحُكْمِ الْوَعْدِ فِي جَانِبِ الثَّوَابِ وَلِلَّهِ تَعَالَى حَقٌّ عَلَى الْعَبْدِ فِي جَانِبِ الْعِقَابِ، وَالْكَرِيمُ قَدْ يُسْقِطُ حَقَّ نَفْسِهِ، وَلَا يُسْقِطُ مَا كَانَ حَقًّا لِغَيْرِهِ عَلَيْهِ، فَلَا جَرَمَ كَانَ جَانِبُ الرَّجَاءِ أَقْوَى فِي الْحِسَابِ، فَلِهَذَا السَّبَبِ ذُكِرَ الرَّجَاءُ، وَلَمْ يُذْكَرِ الْخَوْفُ .
السُّؤَالُ الثَّانِي : أَنَّ الْكُفَّارَ كَانُوا قَدْ أَتَوْا بِأَنْوَاعٍ مِنَ الْقَبَائِحِ وَالْكَبَائِرِ، فَمَا السَّبَبُ فِي أَنْ خَصَّ اللَّهُ تَعَالَى هَذَا النَّوْعَ مِنَ الْكُفْرِ بِالذِّكْرِ فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ؟ الْجَوَابُ : لِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30514_30512_30503رَغْبَةَ الْإِنْسَانِ فِي فِعْلِ الْخَيْرَاتِ وَفِي تَرْكِ الْمَحْظُورَاتِ إِنَّمَا تَكُونُ بِسَبَبِ أَنْ يَنْتَفِعَ بِهِ فِي الْآخِرَةِ، فَمَنْ أَنْكَرَ الْآخِرَةَ، لَمْ يُقْدِمْ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الْمُسْتَحْسَنَاتِ، وَلَمْ يُحْجِمْ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْمُنْكَرَاتِ، فَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=27إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا ) تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّهُمْ فَعَلُوا كُلَّ شَرٍّ وَتَرَكُوا كُلَّ خَيْرٍ .