الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 133 ] 74- وقوله: (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله) .

                                                                                                                                                                                                                      (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله) .

                                                                                                                                                                                                                      فرفع هذا لأنه كل ما كان من الفعل على "يفعل هو" و"تفعل أنت" و"أفعل أنا" و"نفعل نحن" فهو أبدا مرفوع لا تعمل فيه إلا الحروف التي ذكرت لك من: حروف النصب أو حروف الجزم والأمر والنهي والمجازاة. وليس شيء من ذلك ها هنا، وإنما رفع لموقعه في موضع الأسماء ومعنى هذا الكلام حكاية كأنه قال: استخلفناهم لا يعبدون" أي قلنا لهم: والله لا تعبدون. وذلك أنها تقرأ: يعبدون. و"تعبدون". قال: "وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون" فإن شئت جعلت "لا يسمعون. مبتدأ، وإن شئت قلت: هو في معنى: أن لا يسمعوا فلما حذفت "أن" ارتفع كما تقول: أتيتك تعطيني وتحسن إلي وتنظر في حاجتي. ومثله: مره يعطيني، إن شئت جعلته على: فهو يعطيني، وإن شئت على :أن يعطيني. فلما ألقيت "أن" ارتفع؛ قال الشاعر [ طرفة بن العبد ]:


                                                                                                                                                                                                                      (110) ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى وأن أتبع اللذات هل أنت مخلدي



                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 134 ] فـ "أحضر" في معنى: "أن أحضر".

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية