القول في تأويل قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=28845_30563_30569_32360_34483_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=72وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا [72]
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=72وإن منكم لمن ليبطئن أي: ليتثاقلن وليتخلفن عن الجهاد والخروج مع الجماعة لنفاق، أو معناه: ليثبطن غيره، كما كان المنافقون يثبطون غيرهم، وكان هذا ديدن المنافق عبد الله بن أبي، وهو الذي ثبط الناس يوم أحد، وقد روي عن كثير من التابعين أن الآية
[ ص: 1393 ] نزلت في المنافقين، فإن ما حكي عنهم هو دأبهم، وقيل: الخطاب للمؤمنين وقوفا مع صدر الآية، فإنه قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=71يا أيها الذين آمنوا ثم قال
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=72وإن منكم وقد قال تعالى في المنافقين:
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=14ما هم منكم
قال الحاكم: والتقدير على القول الأول: وإن منكم - على زعمه - في الظاهر أو في حكم الشرع.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=72فإن أصابتكم مصيبة كهزيمة، وشهادة، وغلب العدو لكم لما لله في ذلك من الحكمة
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=72قال أي: المبطئ فرحا بصنعه ومعجبا برأيه
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=72قد أنعم الله علي بالقعود
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=72إذ لم أكن معهم شهيدا أي: حاضرا في المعركة، فيصيبني ما أصابهم، يعد ذلك من نعم الله عليه، ولم ير ما فاته من الأجر في الصبر أو الشهادة إن قتل.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=28845_30563_30569_32360_34483_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=72وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا [72]
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=72وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ أَيْ: لَيَتَثَاقَلَنَّ وَلَيَتَخَلَّفَنَ عَنِ الْجِهَادِ وَالْخُرُوجِ مَعَ الْجَمَاعَةِ لِنِفَاقٍ، أَوْ مَعْنَاهُ: لَيُثَبِّطَنَ غَيْرَهُ، كَمَا كَانَ الْمُنَافِقُونَ يُثَبِّطُونَ غَيْرَهُمْ، وَكَانَ هَذَا دَيْدَنُ الْمُنَافِقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، وَهُوَ الَّذِي ثَبَّطَ النَّاسَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ كَثِيرٍ مِنَ التَّابِعِينَ أَنَّ الْآيَةَ
[ ص: 1393 ] نَزَلَتْ فِي الْمُنَافِقِينَ، فَإِنَّ مَا حُكِيَ عَنْهُمْ هُوَ دَأْبُهُمْ، وَقِيلَ: الْخِطَابُ لِلْمُؤْمِنِينَ وُقُوفًا مَعَ صَدْرِ الْآيَةِ، فَإِنَّهُ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=71يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=72وَإِنَّ مِنْكُمْ وَقَدْ قَالَ تَعَالَى فِي الْمُنَافِقِينَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=14مَا هُمْ مِنْكُمْ
قَالَ الْحَاكِمُ: وَالتَّقْدِيرُ عَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ: وَإِنَّ مِنْكُمْ - عَلَى زَعْمِهِ - فِي الظَّاهِرِ أَوْ فِي حُكْمِ الشَّرْعِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=72فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ كَهَزِيمَةٍ، وَشَهَادَةٍ، وَغَلَبِ الْعَدُوِّ لَكُمْ لِمَا لِلَّهِ فِي ذَلِكَ مِنَ الْحِكْمَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=72قَالَ أَيِ: الْمُبَطِّئُ فَرِحًا بِصُنْعِهِ وَمُعْجَبًا بِرَأْيِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=72قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ بِالْقُعُودِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=72إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا أَيْ: حَاضِرًا فِي الْمَعْرَكَةِ، فَيُصِيبُنِي مَا أَصَابَهُمْ، يَعُدُّ ذَلِكَ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَرَ مَا فَاتَهُ مِنَ الْأَجْرِ فِي الصَّبْرِ أَوِ الشَّهَادَةِ إِنْ قُتِلَ.