الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما نهى عن نصرة الخائن؛ وحذر منها؛ ندب إلى التوبة من كل سوء؛ فقال - عاطفا على ما تقديره: "فمن يصر على مثل هذه المجادلة يجد الله عليما حكيما" -: ومن يعمل سوءا ؛ أي: قبيحا؛ متعديا يسوء غيره شرعا؛ عمدا - كما فعل طعمة - أو غير عمد؛ أو يظلم نفسه ؛ بما لا يتعداه إلى غيره؛ شركا كان أو غيره؛ أو بالرضا لها بما غيره أعلى منه؛ ولم يسمه بالسوء لأنه لا يقصد نفسه بما يضرها في الحاضر؛ ثم يستغفر الله ؛ أي: يطلب من الملك الأعظم غفرانه بالتوبة؛ بشروطها؛ يجد الله ؛ أي: الجامع لكل كمال؛ غفورا ؛ أي: ممحيا للزلات؛ [ ص: 397 ] رحيما ؛ أي: مبالغا في إكرام من يقبل إليه: "من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا؛ ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا؛ ومن أتاني يمشي أتيته هرولة"؛ روى إسحاق بن راهويه عن عمر - رضي الله (تعالى) عنه - وأبو يعلى الموصلي عن أبي الدرداء - رضي الله (تعالى) عنه - أن هذه الآية نسخت من يعمل سوءا يجز به ؛ وأنها نزلت بعدها.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية