الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 398 ] ولما ذكر ما يخص الإنسان من إثمه؛ أتبعه ما يعديه إلى غيره؛ فقال: ومن يكسب خطيئة ؛ أي: ذنبا غير متعمد له؛ أو إثما ؛ أي: ذنبا تعمده؛ ولما كان البهتان شديدا جدا؛ قل من يجترئ عليه؛ أشار إليه بأداة التراخي؛ فقال: ثم يرم به بريئا ؛ أي: ينسبه إلى من لم يعمله - كما فعل طعمة باليهودي؛ وابن أبي بالصديقة - رضي الله (تعالى) عنها -؛ وعظم جرم فاعل ذلك بصيغة الافتعال؛ في قوله: فقد احتمل ؛ وبقوله: بهتانا ؛ أي: خطر كذب؛ يبهت المرمي به لعظمه؛ وكأنه إشارة إلى ما يلحق الرامي في الدنيا من الذم؛ وإثما ؛ أي: ذنبا كبيرا؛ مبينا ؛ يعاقب به في الآخرة؛ وإنما كان مبينا لمعرفته بخيانة نفسه؛ وبراءة المرمي به؛ ولأن الله - سبحانه وتعالى - أجرى عادته الجميلة؛ أن يظهر براءة المقذوف به يوما ما؛ بطريق من الطرق؛ ولو لبعض الناس.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية