nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=116nindex.php?page=treesubj&link=28975_30523_30526_29694_28675إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا .
استئناف ابتدائي ، جعل تمهيدا لما بعده من وصف أحوال شركهم . وتعقيب الآية السابقة بهذه مشير إلى أن المراد باتباع غير سبيل المؤمنين اتباع سبيل الكفر من شرك وغيره ، فعقبه بالتحذير من الشرك ، وأكده بأن للدلالة على رفع احتمال المبالغة أو المجاز .
وتقدم القول في مثل هذه الآية قريبا ، غير أن الآية السابقة قال فيها
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما وقال في هذه
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=116فقد ضل ضلالا بعيدا . وإنما قال في السابقة
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48فقد افترى إثما عظيما لأن المخاطب فيها أهل الكتاب بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم فنبهوا على أن الشرك من قبيل الافتراء تحذيرا لهم من الافتراء وتفظيعا لجنسه .
وأما في هذه الآية فالكلام موجه إلى المسلمين فنبهوا على أن الشرك من الضلال تحذيرا لهم من مشاقة الرسول وأحوال المنافقين ، فإنها من جنس الضلال . وأكد الخبر هنا بحرف " قد " اهتماما به لأن المواجه بالكلام هنا المؤمنون ، وهم لا يشكون في تحقق ذلك .
والبعيد أريد به القوي في نوعه الذي لا يرجى لصاحبه اهتداء ، فاستعير له البعيد لأن البعيد يقصي الكائن فيه عن الرجوع إلى حيث صدر .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=116nindex.php?page=treesubj&link=28975_30523_30526_29694_28675إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا .
اسْتِئْنَافٌ ابْتِدَائِيٌّ ، جُعِلَ تَمْهِيدًا لِمَا بَعْدَهُ مِنْ وَصْفِ أَحْوَالِ شِرْكِهِمْ . وَتَعْقِيبُ الْآيَةِ السَّابِقَةِ بِهَذِهِ مُشِيرٌ إِلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِاتِّبَاعِ غَيْرِ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ اتِّبَاعُ سَبِيلِ الْكُفْرِ مِنْ شِرْكٍ وَغَيْرِهِ ، فَعَقَّبَهُ بِالتَّحْذِيرِ مِنَ الشِّرْكِ ، وَأَكَّدَهُ بِأَنَّ لِلدَّلَالَةِ عَلَى رَفْعِ احْتِمَالِ الْمُبَالَغَةِ أَوِ الْمَجَازِ .
وَتَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْآيَةِ قَرِيبًا ، غَيْرَ أَنَّ الْآيَةَ السَّابِقَةَ قَالَ فِيهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا وَقَالَ فِي هَذِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=116فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا . وَإِنَّمَا قَالَ فِي السَّابِقَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا لِأَنَّ الْمُخَاطَبَ فِيهَا أَهْلُ الْكِتَابِ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ فَنُبِّهُوا عَلَى أَنَّ الشِّرْكَ مِنْ قَبِيلِ الِافْتِرَاءِ تَحْذِيرًا لَهُمْ مِنَ الِافْتِرَاءِ وَتَفْظِيعًا لِجِنْسِهِ .
وَأَمَّا فِي هَذِهِ الْآيَةِ فَالْكَلَامُ مُوَجَّهٌ إِلَى الْمُسْلِمِينَ فَنُبِّهُوا عَلَى أَنَّ الشِّرْكَ مِنَ الضَّلَالِ تَحْذِيرًا لَهُمْ مِنْ مُشَاقَّةِ الرَّسُولِ وَأَحْوَالِ الْمُنَافِقِينَ ، فَإِنَّهَا مِنْ جِنْسِ الضَّلَالِ . وَأُكِّدَ الْخَبَرُ هُنَا بِحَرْفِ " قَدْ " اهْتِمَامًا بِهِ لِأَنَّ الْمُوَاجَهَ بِالْكَلَامِ هُنَا الْمُؤْمِنُونَ ، وَهُمْ لَا يَشُكُّونَ فِي تَحَقُّقِ ذَلِكَ .
وَالْبَعِيدُ أُرِيدَ بِهِ الْقَوِيُّ فِي نَوْعِهِ الَّذِي لَا يُرْجَى لِصَاحِبِهِ اهْتِدَاءٌ ، فَاسْتُعِيرَ لَهُ الْبَعِيدُ لِأَنَّ الْبَعِيدَ يُقْصِي الْكَائِنَ فِيهِ عَنِ الرُّجُوعِ إِلَى حَيْثُ صَدَرَ .