الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره تفصيل لـ"يروا"، وقرئ "يره" والذرة: النملة الصغيرة، وقيل: ما يرى في شعاع الشمس من الهباء وأيا ما كان; فمعنى رؤية ما يعادلها من خير وشر إما مشاهدة جزائه، فـ"من" الأولى مختصة بالسعداء والثانية بالأشقياء، كيف لا؟ وحسنات الكافر محبطة بالكفر، وسيئات المؤمن المجتنب عن الكبائر معفوة، وما قيل من أن حسنة الكافر تؤثر في نقص العقاب يرده قوله تعالى: وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا وأما مشاهدة نفسه من غير أن يعتبر معه الجزاء ولا عدمه؛ بل يفوض كل منهما إلى سائر الدلائل الناطقة بعفو صغائر المؤمن المجتنب عن الكبائر، وإثابته بجميع حسناته، وبحبوط حسنات الكافر ومعاقبته بجميع معاصيه، فالمعنى: ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما: ليس من مؤمن ولا كافر عمل خيرا أو شرا إلا أراه الله تعالى إياه، أما المؤمن؛ فيغفر له سيئاته ويثيبه بحسناته، وأما الكافر؛ فيرد حسناته تحسرا، ويعاقبه بسيئاته.

                                                                                                                                                                                                                                      عن النبي صلى الله عليه وسلم "من قرأ سورة الزلزلة أربع مرات كان كمن قرأ القرآن كله". والله أعلم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية