nindex.php?page=treesubj&link=28976_19059_28861_29676_29706_30726_31931_31951_32238_32420_32424_32516_34084_34092_34513nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين [ ص: 135 ] nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64وقالت اليهود يد الله مغلولة أي هو ممسك يقتر بالرزق وغل اليد وبسطها مجاز عن البخل والجود ولا قصد فيه إلى إثبات يد وغل وبسط ولذلك يستعمل حيث لا يتصور ذلك كقوله:
جاد الحمى بسط اليدين بوابل ... شكرت نداه تلاعه ووهاده
ونظيره من المجازات المركبة: شابت لمة الليل. وقيل معناه إنه فقير لقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=181لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا دعاء عليهم بالبخل والنكد أو بالفقر والمسكنة، أو بغل الأيدي حقيقة يغلون أسارى في الدنيا ومسحوبين إلى النار في الآخرة فتكون المطابقة من حيث اللفظ وملاحظة الأصل كقولك: سبني سب الله دابره.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64بل يداه مبسوطتان ثنى اليد مبالغة في الرد ونفي البخل عنه تعالى وإثباتا لغاية الجود، فإن غاية ما يبذله السخي من ماله أن يعطيه بيديه، وتنبيها على منح الدنيا والآخرة وعلى ما يعطي للاستدراج وما يعطي للإكرام.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64ينفق كيف يشاء تأكيد لذلك أي هو مختار في إنفاقه يوسع تارة ويضيق أخرى على حسب مشيئته ومقتضى حكمته، لا على تعاقب سعة وضيق في ذات يد، ولا يجوز جعله حالا من الهاء للفصل بينهما بالخبر ولأنها مضاف إليها، ولا من اليدين إذ لا ضمير لهما فيه ولا من ضميرهما لذلك. والآية نزلت في
فنحاص بن عازوراء فإنه قال ذلك لما كف الله عن اليهود ما بسط عليهم من السعة بشؤم تكذيبهم
محمدا صلى الله عليه وسلم وأشرك فيه الآخرون لأنهم رضوا بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا أي هم طاغون كافرون ويزدادون طغيانا وكفرا بما يسمعون من القرآن كما يزداد المريض مرضا من تناول الغذاء الصالح للأصحاء.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة فلا تتوافق قلوبهم ولا تتطابق أقوالهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله كلما أرادوا حرب الرسول صلى الله عليه وسلم وإثارة شر عليه ردهم الله سبحانه وتعالى بأن أوقع بينهم منازعة كف بها عنه شرهم، أو كلما أرادوا حرب أحد غلبوا فإنهم لما خالفوا حكم التوراة سلط الله عليهم بختنصر ثم أفسدوا فسلط عليهم
فطرس الرومي، ثم أفسدوا فسلط عليهم المجوس، ثم أفسدوا فسلط عليهم المسلمين، وللحرب صلة أوقدوا أو صفة نارا.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64ويسعون في الأرض فسادا أي للفساد وهو اجتهادهم في الكيد وإثارة الحروب والفتن وهتك المحارم.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64والله لا يحب المفسدين فلا يجازيهم إلا شرا.
nindex.php?page=treesubj&link=28976_19059_28861_29676_29706_30726_31931_31951_32238_32420_32424_32516_34084_34092_34513nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [ ص: 135 ] nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ أَيْ هُوَ مُمْسِكٌ يُقَتِّرُ بِالرِّزْقِ وَغَلُّ الْيَدِ وَبَسْطُهَا مَجَازٌ عَنِ الْبُخْلِ وَالْجُودِ وَلَا قَصْدَ فِيهِ إِلَى إِثْبَاتِ يَدٍ وَغِلٍّ وَبَسْطٍ وَلِذَلِكَ يُسْتَعْمَلُ حَيْثُ لَا يُتَصَوَّرُ ذَلِكَ كَقَوْلِهِ:
جَادَ الْحِمَى بَسَطَ الْيَدَيْنِ بِوَابِلَ ... شَكَرَتْ نَدَاهُ تِلَاعُهُ وَوِهَادُهُ
وَنَظِيرُهُ مِنَ الْمَجَازَاتِ الْمُرَكَّبَةِ: شَابَتْ لَمَّةُ اللَّيْلِ. وَقِيلَ مَعْنَاهُ إِنَّهُ فَقِيرٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=181لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا دُعَاءٌ عَلَيْهِمْ بِالْبُخْلِ وَالنَّكَدِ أَوْ بِالْفَقْرِ وَالْمَسْكَنَةِ، أَوْ بِغَلِّ الْأَيْدِي حَقِيقَةً يُغَلُّونَ أَسَارَى فِي الدُّنْيَا وَمَسْحُوبِينَ إِلَى النَّارِ فِي الْآخِرَةِ فَتَكُونُ الْمُطَابَقَةُ مِنْ حَيْثُ اللَّفْظُ وَمُلَاحَظَةُ الْأَصْلِ كَقَوْلِكَ: سَبَّنِي سَبَّ اللَّهُ دَابِرَهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ثَنَّى الْيَدَ مُبَالَغَةً فِي الرَّدِّ وَنَفْيِ الْبُخْلِ عَنْهُ تَعَالَى وَإِثْبَاتًا لِغَايَةِ الْجُودِ، فَإِنَّ غَايَةَ مَا يَبْذُلُهُ السَّخِيُّ مِنْ مَالِهِ أَنْ يُعْطِيَهُ بِيَدَيْهِ، وَتَنْبِيهًا عَلَى مَنْحِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَعَلَى مَا يُعْطِي لِلِاسْتِدْرَاجِ وَمَا يُعْطِي لِلْإِكْرَامِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ تَأْكِيدٌ لِذَلِكَ أَيْ هُوَ مُخْتَارٌ فِي إِنْفَاقِهِ يُوَسِّعُ تَارَةً وَيُضَيِّقُ أُخْرَى عَلَى حَسَبِ مَشِيئَتِهِ وَمُقْتَضَى حِكْمَتِهِ، لَا عَلَى تَعَاقُبِ سِعَةٍ وَضِيقٍ فِي ذَاتِ يَدٍ، وَلَا يَجُوزُ جَعْلُهُ حَالًا مِنَ الْهَاءِ لِلْفَصْلِ بَيْنَهُمَا بِالْخَبَرِ وَلِأَنَّهَا مُضَافٌ إِلَيْهَا، وَلَا مِنَ الْيَدَيْنِ إِذْ لَا ضَمِيرَ لَهُمَا فِيهِ وَلَا مِنْ ضَمِيرِهِمَا لِذَلِكَ. وَالْآيَةُ نَزَلَتْ فِي
فِنْحَاصَ بْنِ عَازُورَاءَ فَإِنَّهُ قَالَ ذَلِكَ لَمَّا كَفَّ اللَّهُ عَنِ الْيَهُودِ مَا بَسَطَ عَلَيْهِمْ مِنَ السِّعَةِ بِشُؤْمِ تَكْذِيبِهِمْ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَشْرَكَ فِيهِ الْآخَرُونَ لِأَنَّهُمْ رَضُوا بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا أَيْ هُمْ طَاغُونَ كَافِرُونَ وَيَزْدَادُونَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا بِمَا يَسْمَعُونَ مِنَ الْقُرْآنِ كَمَا يَزْدَادُ الْمَرِيضُ مَرَضًا مِنْ تَنَاوُلِ الْغِذَاءِ الصَّالِحِ لِلْأَصِحَّاءِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تَتَوَافَقُ قُلُوبُهُمْ وَلَا تَتَطَابَقُ أَقْوَالُهُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ كُلَّمَا أَرَادُوا حَرْبَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِثَارَةَ شَرٍّ عَلَيْهِ رَدَّهُمُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِأَنْ أَوْقَعَ بَيْنَهُمْ مُنَازَعَةً كَفَّ بِهَا عَنْهُ شَرَّهُمْ، أَوْ كُلَّمَا أَرَادُوا حَرْبَ أَحَدٍ غُلِبُوا فَإِنَّهُمْ لَمَّا خَالَفُوا حُكْمَ التَّوْرَاةِ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِخْتَنْصَرَ ثُمَّ أَفْسَدُوا فَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ
فَطْرَسَ الرُّومِيَّ، ثُمَّ أَفْسَدُوا فَسَلَّطَ عَلَيْهِمُ الْمَجُوسَ، ثُمَّ أَفْسَدُوا فَسَلَّطَ عَلَيْهِمُ الْمُسْلِمِينَ، وَلِلْحَرْبِ صِلَةُ أَوْقَدُوا أَوْ صِفَةُ نَارًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَيْ لِلْفَسَادِ وَهُوَ اجْتِهَادُهُمْ فِي الْكَيْدِ وَإِثَارَةِ الْحُرُوبِ وَالْفِتَنِ وَهَتْكِ الْمَحَارِمِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ فَلَا يُجَازِيهِمْ إِلَّا شَرًّا.