الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون ألا إن لله ما في السماوات والأرض ألا إن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون هو يحيي ويميت وإليه ترجعون

                                                                                                                                                                                                                                        (53) يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ويستنبئونك أحق هو أي: يستخبرك المكذبون على وجه التعنت والعناد، لا على وجه التبين والاسترشاد. أحق هو أي: أصحيح حشر العباد، وبعثهم بعد موتهم ليوم المعاد، وجزاء العباد بأعمالهم، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر؟

                                                                                                                                                                                                                                        قل لهم مقسما على صحته، مستدلا عليه بالدليل الواضح والبرهان: إي وربي إنه لحق لا مرية فيه ولا شبهة تعتريه.

                                                                                                                                                                                                                                        وما أنتم بمعجزين لله أن يبعثكم، فكما ابتدأ خلقكم ولم تكونوا شيئا، كذلك يعيدكم مرة أخرى ليجازيكم بأعمالكم.

                                                                                                                                                                                                                                        (54) ( و ) إذا كانت القيامة فلو أن لكل نفس ظلمت بالكفر والمعاصي جميع ما في الأرض من ذهب وفضة وغيرهما، لتفتدي به من عذاب الله لافتدت به ولما نفعها ذلك، وإنما النفع والضر والثواب والعقاب، على الأعمال الصالحة والسيئة.

                                                                                                                                                                                                                                        وأسروا أي الذين ظلموا الندامة لما رأوا العذاب ندموا على ما قدموا، ولات حين مناص، وقضي بينهم بالقسط أي: العدل التام الذي لا ظلم ولا جور فيه بوجه من الوجوه.

                                                                                                                                                                                                                                        (55) ألا إن لله ما في السماوات والأرض يحكم فيهم بحكمه الديني والقدري، وسيحكم فيهم بحكمه الجزائي. ولهذا قال: ألا إن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون فلذلك لا يستعدون للقاء الله، بل ربما لم يؤمنوا به، وقد تواترت عليه الأدلة القطعية والبراهين النقلية والعقلية.

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 717 ] (56) هو يحيي ويميت أي: هو المتصرف بالإحياء والإماتة، وسائر أنواع التدابير ، لا شريك له في ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                        وإليه ترجعون يوم القيامة، فيجازيكم بأعمالكم خيرها وشرها.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية