الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2176 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة بن سعيد عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن nindex.php?page=showalam&ids=12423إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة أن أبا مرة مولى عقيل بن أبي طالب أخبره عن nindex.php?page=showalam&ids=397أبي واقد الليثي nindex.php?page=hadith&LINKID=661050أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل نفر ثلاثة فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحد قال فوقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها وأما الآخر فجلس خلفهم وأما الثالث فأدبر ذاهبا فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=treesubj&link=32090_30483_30502_30531_32755ألا أخبركم عن النفر الثلاثة أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه وحدثنا أحمد بن المنذر حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16365عبد الصمد حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15705حرب وهو ابن شداد ح وحدثني nindex.php?page=showalam&ids=15106إسحق بن منصور أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=15679حبان حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11792أبان قالا جميعا حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير أن nindex.php?page=showalam&ids=12423إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة حدثه في هذا الإسناد بمثله في المعنى
قوله صلى الله عليه وسلم ( بينما هو جالس في المسجد ، والناس معه ، إذ أقبل ثلاثة نفر ، فأقبل اثنان ) إلى آخره .
فيه استحباب nindex.php?page=treesubj&link=18496_24592_27132جلوس العالم لأصحابه وغيرهم في موضع بارز ظاهر للناس ، والمسجد أفضل ، فيذاكرهم العلم والخير . وفيه جواز nindex.php?page=treesubj&link=24592حلق العلم والذكر في المسجد ، واستحباب دخولها ، ومجالسة أهلها ، وكراهة الانصراف عنها من غير عذر ، واستحباب nindex.php?page=treesubj&link=24592القرب من كبير الحلقة ليسمع كلامه سماعا بينا ، ويتأدب بأدبه . وأن nindex.php?page=treesubj&link=24592_18424قاصد الحلقة إن رأى فرجة دخل فيها ، وإلا جلس وراءهم . وفيه nindex.php?page=treesubj&link=19619الثناء على من فعل جميلا فإنه صلى الله عليه وسلم أثنى على الاثنين في هذا الحديث ، وأن nindex.php?page=treesubj&link=19021الإنسان إذا فعل قبيحا ومذموما وباح به جاز أن ينسب إليه . والله أعلم .
وأما الفرجة بمعنى الراحة من الغم فذكر الأزهري فيها فتح الفاء وضمها وكسرها ، وقد فرج له في الحلقة والصف ونحوهما بتخفيف الراء يفرج بضمها . وأما الحلقة فبإسكان اللام على المشهور ، وحكى الجوهري فتحها ، وهي لغة رديئة .
قال القاضي : وحكى بعض أهل اللغة فيهما جميعا لغتين : القصر والمد ، فيقال : أويت إلى الرجل بالقصر والمد وآويته بالمد والقصر ، والمشهور الفرق كما سبق . قال العلماء : معنى أوى إلى الله أي لجأ إليه . قال القاضي : وعندي أن معناه هنا دخل مجلس ذكر الله تعالى ، أو دخل مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ومجمع أوليائه ، وانضم إليه ، ومعنى آواه الله أي قبله وقربه ، وقيل : معناه رحمه أو آواه إلى جنته أي كتبها له .
قوله صلى الله عليه وسلم ( وأما الآخر فاستحى فاستحى الله منه ) أي ترك المزاحمة والتخطي حياء من الله تعالى ، ومن النبي صلى الله عليه وسلم والحاضرين ، أو استحياء منهم أن يعرض ذاهبا كما فعل الثالث ، فاستحى الله منه أي رحمه ولم يعذبه ، بل غفر ذنوبه ، وقيل : جازاه بالثواب . قالوا : ولم يلحقه بدرجة صاحبه الأول في الفضيلة الذي آواه وبسط له اللطف وقربه . وأما الثالث فأعرض فأعرض الله عنه أي لم يرحمه ، وقيل : سخط عليه ، وهذا محمول على أنه ذهب معرضا لا لعذر وضرورة .
قوله صلى الله عليه وسلم في الثاني : ( وأما الآخر فاستحى ) هذا دليل اللغة الفصيحة الصحيحة أنه يجوز في الجماعة أن يقال في غير الأخير منهم الآخر ، فيقال : حضرني ثلاثة : أما أحدهم فقرشي ، وأما الآخر فأنصاري ، وأما الآخر فتميمي . وقد زعم بعضهم أنه لا يستعمل الآخر إلا في الآخر خاصة ، وهذا الحديث صريح في الرد عليه . والله أعلم .