nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=55nindex.php?page=treesubj&link=28976_28802_29677إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=56ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون .
جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=55إنما وليكم الله ورسوله إلى آخرها متصلة بجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=51يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض وما تفرع عليها من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=52فترى الذين في قلوبهم مرض إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=53فأصبحوا خاسرين . وقعت جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54يا أيها الذين آمنوا من يرتدد منكم عن دينه بين الآيات معترضة ، ثم اتصل الكلام بجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=55إنما وليكم الله ورسوله . فموقع هذه الجملة موقع التعليل للنهي ، لأن ولايتهم لله ورسوله مقررة عندهم فمن كان الله وليه لا تكون أعداء الله أولياءه . وتفيد هذه الجملة تأكيدا للنهي عن ولاية
اليهود والنصارى . وفيه تنويه بالمؤمنين بأنهم أولياء الله ورسوله بطريقة تأكيد النفي أو النهي بالأمر بضده ، لأن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=55إنما وليكم الله ورسوله يتضمن أمرا بتقرير هذه الولاية ودوامها ، فهو خبر مستعمل في معنى الأمر ، والقصر المستفاد من ( إنما ) قصر صفة على موصوف قصرا حقيقيا .
ومعنى كون الذين آمنوا أولياء للذين آمنوا أن المؤمنين بعضهم أولياء بعض ، كقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=71والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض . وإجراء صفتي
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=55يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة على الذين آمنوا للثناء عليهم ، وكذلك جملة وهم راكعون .
[ ص: 240 ] وقوله : وهم راكعون معطوف على الصلة . وظاهر معنى هذه الجملة أنها عين معنى قوله : يقيمون الصلاة ، إذ المراد بـ " راكعون " مصلون لا آتون بالجزء من الصلاة المسمى بالركوع . فوجه هذا العطف : إما بأن المراد بالركوع ركوع النوافل ، أي الذين يقيمون الصلوات الخمس المفروضة ويتقربون بالنوافل; وإما المراد به ما تدل عليه الجملة الاسمية من الدوام والثبات ، أي الذين يديمون إقامة الصلاة . وعقبه بأنهم يؤتون الزكاة مبادرة بالتنويه بالزكاة ، كما هو دأب القرآن . وهو الذي استنبطه
أبو بكر رضي الله عنه إذ قال : " لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة " . ثم أثنى الله عليهم بأنهم لا يتخلفون عن أداء الصلاة; فالواو عاطفة صفة على صفة ويجوز أن تجعل الجملة حالا . ويراد بالركوع الخشوع .
ومن المفسرين من جعل
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=55وهم راكعون حالا من ضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=7يؤتون الزكاة . وليس فيه معنى ، إذ لا تؤتى الزكاة في حالة الركوع ، وركبوا هذا المعنى على خبر تعددت رواياته وكلها ضعيفة . قال
ابن كثير : وليس يصح شيء منها بالكلية لضعف أسانيدها وجهالة رجالها . وقال
ابن عطية : وفي هذا القول ، أي الرواية ، نظر ، قال : روى
الحاكم وابن مردويه :
جاء nindex.php?page=showalam&ids=106ابن سلام أي عبد الله ونفر من قومه الذين آمنوا أي من اليهود فشكوا للرسول صلى الله عليه وسلم بعد منازلهم ومنابذة اليهود لهم فنزلت nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=55إنما وليكم الله ورسوله ثم إن الرسول خرج إلى المسجد فبصر بسائل ، فقال له : هل أعطاك أحد شيئا ، فقال : نعم خاتم فضة أعطانيه ذلك القائم يصلي ، وأشار إلى علي ، فكبر النبيء صلى الله عليه وسلم ، ونزلت هذه الآية ، فتلاها رسول الله . وقيل : نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق . وقيل : نزلت في
المهاجرين والأنصار .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=56فإن حزب الله هم الغالبون دليل على جواب الشرط بذكر علة الجواب كأنه قيل : فهم الغالبون لأنهم حزب الله .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=55nindex.php?page=treesubj&link=28976_28802_29677إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاَةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=56وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ .
جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=55إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَى آخِرِهَا مُتَّصِلَةٌ بِجُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=51يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَا تَفَرَّعَ عَلَيْهَا مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=52فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=53فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ . وَقَعَتْ جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ بَيْنَ الْآيَاتِ مُعْتَرِضَةً ، ثُمَّ اتَّصَلَ الْكَلَامُ بِجُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=55إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ . فَمَوْقِعُ هَذِهِ الْجُمْلَةِ مَوْقِعُ التَّعْلِيلِ لِلنَّهْيِ ، لِأَنَّ وَلَايَتَهُمْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مُقَرَّرَةٌ عِنْدَهُمْ فَمَنْ كَانَ اللَّهُ وَلَيَّهُ لَا تَكُونُ أَعْدَاءُ اللَّهِ أَوْلِيَاءَهُ . وَتُفِيدُ هَذِهِ الْجُمْلَةُ تَأْكِيدًا لِلنَّهْيِ عَنْ وَلَايَةِ
الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى . وَفِيهِ تَنْوِيهٌ بِالْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ بِطَرِيقَةِ تَأْكِيدِ النَّفْيِ أَوِ النَّهْيِ بِالْأَمْرِ بِضِدِّهِ ، لِأَنَّ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=55إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ يَتَضَمَّنُ أَمْرًا بِتَقْرِيرِ هَذِهِ الْوَلَايَةِ وَدَوَامِهَا ، فَهُوَ خَبَرٌ مُسْتَعْمَلٌ فِي مَعْنَى الْأَمْرِ ، وَالْقَصْرُ الْمُسْتَفَادُ مِنْ ( إِنَّمَا ) قَصْرُ صِفَةٍ عَلَى مَوْصُوفٍ قَصْرًا حَقِيقِيًّا .
وَمَعْنَى كَوْنِ الَّذِينَ آمَنُوا أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=71وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ . وَإِجْرَاءُ صِفَتَيْ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=55يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا لِلثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ ، وَكَذَلِكَ جُمْلَةُ وَهْم رَاكِعُونَ .
[ ص: 240 ] وَقَوْلُهُ : وَهُمْ رَاكِعُونَ مَعْطُوفٌ عَلَى الصِّلَةِ . وَظَاهِرُ مَعْنَى هَذِهِ الْجُمْلَةِ أَنَّهَا عَيْنُ مَعْنَى قَوْلِهِ : يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ ، إِذِ الْمُرَادُ بِـ " رَاكِعُونَ " مُصَلُّونَ لَا آتُونَ بِالْجُزْءِ مِنَ الصَّلَاةِ الْمُسَمَّى بِالرُّكُوعِ . فَوُجِّهَ هَذَا الْعَطْفُ : إِمَّا بِأَنَّ الْمُرَادَ بِالرُّكُوعِ رُكُوعُ النَّوَافِلِ ، أَيِ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ الْمَفْرُوضَةَ وَيَتَقَرَّبُونَ بِالنَّوَافِلِ; وَإِمَّا الْمُرَادُ بِهِ مَا تَدُلُّ عَلَيْهِ الْجُمْلَةُ الِاسْمِيَّةُ مِنَ الدَّوَامِ وَالثَّبَاتِ ، أَيِ الَّذِينَ يُدِيمُونَ إِقَامَةَ الصَّلَاةِ . وَعَقَّبَهُ بِأَنَّهُمْ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ مُبَادَرَةً بِالتَّنْوِيهِ بِالزَّكَاةِ ، كَمَا هُوَ دَأْبُ الْقُرْآنِ . وَهُوَ الَّذِي اسْتَنْبَطَهُ
أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذْ قَالَ : " لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ " . ثُمَّ أَثْنَى اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِأَنَّهُمْ لَا يَتَخَلَّفُونَ عَنْ أَدَاءِ الصَّلَاةِ; فَالْوَاوُ عَاطِفَةُ صِفَةٍ عَلَى صِفَةٍ وَيَجُوزُ أَنْ تُجْعَلَ الْجُمْلَةُ حَالًا . وَيُرَادُ بِالرُّكُوعِ الْخُشُوعُ .
وَمِنَ الْمُفَسِّرِينَ مَنْ جَعَلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=55وَهُمْ رَاكِعُونَ حَالًا مِنْ ضَمِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=7يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ . وَلَيْسَ فِيهِ مَعْنًى ، إِذْ لَا تُؤْتَى الزَّكَاةُ فِي حَالَةِ الرُّكُوعِ ، وَرَكَّبُوا هَذَا الْمَعْنَى عَلَى خَبَرٍ تَعَدَّدَتْ رِوَايَاتُهُ وَكُلُّهَا ضَعِيفَةٌ . قَالَ
ابْنُ كَثِيرٍ : وَلَيْسَ يَصِحُّ شَيْءٌ مِنْهَا بِالْكُلِّيَّةِ لِضَعْفِ أَسَانِيدِهَا وَجَهَالَةِ رِجَالِهَا . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَفِي هَذَا الْقَوْلِ ، أَيِ الرِّوَايَةِ ، نَظَرٌ ، قَالَ : رَوَى
الْحَاكِمُ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ :
جَاءَ nindex.php?page=showalam&ids=106ابْنُ سَلَامٍ أَيْ عَبْدُ اللَّهِ وَنَفَرٌ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ آمَنُوا أَيْ مِنَ الْيَهُودِ فَشَكَوْا لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُعْدَ مَنَازِلِهِمْ وَمُنَابَذَةَ الْيَهُودِ لَهُمْ فَنَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=55إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ثُمَّ إِنَّ الرَّسُولَ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَبَصُرَ بِسَائِلٍ ، فَقَالَ لَهُ : هَلْ أَعْطَاكَ أَحَدٌ شَيْئًا ، فَقَالَ : نَعَمْ خَاتَمُ فِضَّةٍ أَعْطَانِيهِ ذَلِكَ الْقَائِمُ يُصَلِّي ، وَأَشَارَ إِلَى عَلِيٍّ ، فَكَبَّرَ النَّبِيءُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ، فَتَلَاهَا رَسُولُ اللَّهِ . وَقِيلَ : نَزَلَتْ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ . وَقِيلَ : نَزَلَتْ فِي
الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=56فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ دَلِيلٌ عَلَى جَوَابِ الشَّرْطِ بِذِكْرِ عِلَّةِ الْجَوَابِ كَأَنَّهُ قِيلَ : فَهُمُ الْغَالِبُونَ لِأَنَّهُمْ حِزْبُ اللَّهِ .