الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          كثث

                                                          كثث : كث الشيء كثاثة : أي كثف . وكثت اللحية تكث كثثا ، وكثاثة وكثوثة ولحية كثة وكثاء : كثرت أصولها وكثفت وقصرت وجعدت فلم تنبسط ، والجمع : كثاث . وفي صفته - صلى الله عليه وسلم - : أنه كان كث اللحية ; أراد كثرة أصولها وشعرها ، وأنها ليست بدقيقة ، ولا طويلة وفيها كثافة . واستعمل ثعلبة بن عبيد العدوي الكث في النخل ; فقال :


                                                          شتت كثة الأوبار لا القر تتقي ولا الذئب تخشى ، وهي بالبلد المقصي



                                                          عنى بالأوبار ليفها ، وإنما حمله على ذلك ، أنه شبهها بالإبل . ورجل كث ، والجمع : كثاث . وأكث ككث . وقد تكون الكثاثة في غير اللحية من منابت الشعر ، إلا أن أكثر استعمالهم إياه في اللحية . وامرأة كثاء وكثة إذا كان شعرها كثا . وقال ابن دريد : لحية كثة كثيرة النبات ; قال : وكذلك الجمة ، والجمع : كثاث ; وأنشد عن عبد الرحمن عن عمه :


                                                          بحيث ناصى اللمم الكثاثا     مور الكثيب فجرى وحاثا



                                                          يعني باللمم الكثاث : النبات . وأراد بحاث : حثا ، فقلب . وقوم كث ، بالضم : مثل قولك رجل صدق اللقاء ، وقوم صدق . الليث : الكث والأكث : نعت كثيث اللحية ، ومصدره : الكثوثة . أبو خيرة : رجل أكث ، ولحية كثاء بينة الكثث ، والفعل : كث يكث كثوثة . والكثكث ، والكثكث ، مثل الأثلب والإثلب : دقاق التراب ، وفتات الحجارة ; وقيل : التراب مع الحجر ; وقيل : التراب عامة . والكثكث : الحجارة . وقالوا : بفيه الكثكث والكثكث : كقولك : بفيه التراب والحجر . وحكى اللحياني : الكثكث له والكثكث ، قال : فنصب كأنه دعاء ، يعني أنهم نصبوه نصب المصادر المدعو بها ، شبهوه بالمصدر ، وإن كان اسما . أبو خيرة : من أسماء التراب ، الكثكث ، وهو التراب نفسه ، والواحدة بالهاء . ويقال : الكثاكث . الليث : الحصحص والكثكث ، كلاهما : الحجارة ; قال رؤبة :


                                                          ملأت أفواه الكلاب اللهث     من جندل القف ، وترب الكثكث



                                                          وفي الحديث : أنه مر بعبد الله بن أبي ، فقال : يذهب محمد إلى من أخرجه من بلاده ، فأما من لم يخرجه ، وكان قدومه كث منخره ، فلا يغشاه . قال ابن الأثير : أي كان قدومه على رغم أنفه ، يعني نفسه ، وكأن أصله من الكثكث التراب . وفي حديث حنين : قال أبو سفيان عند الجولة التي كانت من المسلمين : غلبت والله هوازن ، فقال له صفوان بن أمية : بفيك الكثكث هو ، بالكسر والفتح ، دقاق الحصى والتراب ، ومنه الحديث الآخر : وللعاهر الكثكث . قال ابن الأثير : قال الخطابي : قد مر بمسامعي ولم يثبت عندي . والكثاثاء : الأرض الكثيرة التراب . التهذيب ، ابن شميل : الزريع والكاث واحد ، وهو ما ينبت مما يتناثر من الحصيد ، فينبت عاما قابلا . وقال الأزهري : لا أعرف الكاث .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية