الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ترى كثيرا منهم في المشار إليهم قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أنهم المنافقون ، روي عن ابن عباس ، والحسن ، ومجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنهم اليهود ، قاله مقاتل في آخرين . فعلى هذا القول انتظام الآيات ظاهر ، وعلى الأول يرجع الكلام إلى قوله: فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم . وفي الذين كفروا قولان . أحدهما: أنهم اليهود ، قاله أرباب القول الأول . والثاني: أنهم مشركو العرب ، قاله أرباب هذا القول الثاني .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أي: بئسما قدموا لمعادهم أن سخط الله عليهم قال الزجاج : يجوز أن تكون "أن" في موضع رفع على إضمار هو ، كأنه قيل: هو أن سخط الله عليهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية