nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114nindex.php?page=treesubj&link=28976_33951_31983قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=115قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين .
إن كان قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=112إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء [ ص: 108 ] من تمام الكلام الذي يلقيه الله على
عيسى يوم يجمع الله الرسل كانت هذه الجملة وهي
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة إلخ . . . معترضة بين جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=111وإذ أوحيت إلى الحواريين وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس الآية .
وإن كان قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=112إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل الآية ابتداء كلام بتقدير فعل اذكر كانت جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا الآية مجاوبة لقول
الحواريين nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=112يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك الآية على طريقة حكاية المحاورات .
وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114اللهم ربنا أنزل علينا مائدة اشتمل على نداءين ، إذ كان قوله ( ربنا ) بتقدير حرف النداء . كرر النداء مبالغة في الضراعة . وليس قوله ( ربنا ) بدلا ولا بيانا من اسم الجلالة ، لأن نداء ( اللهم ) لا يتبع عند جمهور النحاة لأنه جار مجرى أسماء الأصوات من أجل ما لحقه من التغيير حتى صار كأسماء الأفعال . ومن النحاة من أجاز إتباعه ، وأيا ما كان فإن اعتباره نداء ثانيا أبلغ هنا لا سيما وقد شاع نداء الله تعالى ( ربنا ) مع حذف حرف النداء كما في الآيات الخواتم من سورة آل عمران .
وجمع
عيسى بين النداء باسم الذات الجامع لصفات الجلال وبين النداء بوصف الربوبية له وللحواريين استعطافا لله ليجيب دعاءهم .
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114تكون لنا عيدا أي يكون تذكر نزولها بأن يجعلوا اليوم الموافق يوم نزولها من كل سنة عيدا ، فإسناد ( الكون ) عيدا للمائدة إسناد مجازي ، وإنما العيد اليوم الموافق ليوم نزولها ، ولذلك قال
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114لأولنا وآخرنا ، أي لأول أمة النصرانية وآخرها ، وهم الذين ختمت بهم النصرانية عند البعثة المحمدية .
والعيد اسم ليوم يعود كل سنة ذكرى لنعمة أو حادثة وقعت فيه للشكر أو للاعتبار . وقد ورد ذكره في كلام العرب .
[ ص: 109 ] وأشهر ما كانت الأعياد في العرب عند النصارى منهم قال
العجاج :
كما يعود العيد نصراني
ومثل يوم السباسب في قول
النابغة :
يحيون بالريحان يوم السباسب
وهو عيد الشعانين عند النصارى .
وقد سمى النبيء صلى الله عليه وسلم يوم الفطر عيدا في قوله
لأبي بكر لما نهى الجواري اللاء كن يغنين عند
عائشة nindex.php?page=hadith&LINKID=10341687إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا . وسمى يوم النحر عيدا في قوله
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341688شهرا عيد لا ينقصان رمضان وذو الحجة .
والعيد مشتق من العود ، وهو اسم على زنة فعل ، فجعلت واوه ياء لوقوعها إثر كسرة لازمة . وجمعوه على أعياد بالياء على خلاف القياس ، لأن قياس الجمع أنه يرد الأشياء إلى أصولها ، فقياس جمعه أعواد لكنهم جمعوه على أعياد ، وصغروه على عييد ، تفرقة بينه وبين جمع عود وتصغيره .
وقوله : ( لأولنا ) بدل من الضمير في قوله لنا بدل بعض من كل ، وعطف ( وآخرنا ) عليه يصير الجميع في قوة البدل المطابق . وقد أظهر لام الجر في البدل ، وشأن البدل أن لا يظهر فيه العامل الذي عمل في المبدل منه لأن كون البدل تابعا للمبدل منه في الإعراب مناف لذكر العامل الذي عمل في المتبوع ، ولهذا قال النحاة : إن البدل على نية تكرار العامل ، أي العامل منوي غير مصرح به . وقد ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري في المفصل أن عامل البدل قد يصرح به ، وجعل ذلك دليلا على أنه منوي في الغالب ولم يقيد ذلك بنوع من العوامل ، ومثله بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=33لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ، وبقوله في سورة الأعراف
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=75قال الملأ الذين استكبروا للذين استضعفوا لمن آمن منهم . وقال في الكشاف في هذه الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114لأولنا وآخرنا بدل من لنا بتكرير العامل . وجوز البدل أيضا في آية الزخرف ثم قال : ويجوز أن يكون اللامان بمنزلة اللامين في قولك : وهبت له ثوبا لقميصه ، يريد أن تكون اللام الأولى متعلقة بـ تكون والثانية متعلقة بـ عيدا .
[ ص: 110 ] وقد استقريت ما بلغت إليه من موارد استعماله فتحصل عندي أن العامل الأصيل من فعل وشبهه لا يتكرر مع البدل ، وأما العامل التكميلي لعامل غيره وذلك حرف الجر خاصة فهو الذي ورد تكريره في آيات من القرآن من قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=75قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم في سورة الأعراف ، وآية سورة الزخرف ، وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99ومن النخل من طلعها قنوان دانية . ذلك لأن حرف الجر مكمل لعمل الفعل الذي يتعلق هو به لأنه يعدي الفعل القاصر إلى مفعوله في المعنى الذي لا يتعدى إليه بمعنى مصدره ، فحرف الجر ليس بعامل قوي ولكنه مكمل للعامل المتعلق هو به .
ثم إن علينا أن نتطلب الداعي إلى إظهار حرف الجر في البدل في مواقع ظهوره . وقد جعل
nindex.php?page=showalam&ids=16534ابن يعيش في شرح المفصل ذلك للتأكيد قال : لأن الحرف قد يتكرر لقصد التأكيد . وهذا غير مقنع لنا لأن التأكيد أيضا لا بد من داع يدعو إليه .
فما أظهر فيه حرف الجر من هذه الآيات كان مقتضى إظهاره إما قصد تصوير الحالة كما في أكثر الآيات ، وإما دفع اللبس ، وذلك في خصوص آية الأعراف لئلا يتوهم السامع أن من يتوهم أن ( من آمن ) من المقول وأن " من " استفهام فيظن أنهم يسألون عن تعيين من آمن من القوم ، ومعنى التأكيد حاصل على كل حال لأنه ملازم لإعادة الكلمة . وأما ما ليس بعامل فهو الاستفهام وقد التزم ظهور همزة الاستفهام في البدل من اسم استفهام ، نحو : أين تنزل أفي الدار أم في الحائط ، ومن ذا أسعيد أم علي .
وهذا العيد الذي ذكر في هذه الآية غير معروف عند النصارى ولكنهم ذكروا أن
عيسى عليه السلام أكل مع
الحواريين على مائدة ليلة عيد الفصح ، وهي الليلة التي يعتقدون أنه صلب من صباحها . فلعل معنى كونها عيدا أنها صيرت يوم الفصح عيدا في المسيحية كما كان عيدا في اليهودية ، فيكون ذلك قد صار عيدا باختلاف الاعتبار وإن كان اليوم واحدا لأن المسيحيين وفقوا لأعياد اليهود مناسبات أخرى لائقة بالمسيحية إعفاء على آثار اليهودية .
[ ص: 111 ] وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=115قال الله إني منزلها جواب دعاء
عيسى ، فلذلك فصلت على طريقة المحاورة .
وأكد الخبر بـ ( إن ) تحقيقا للوعد . والمعنى إني منزلها عليكم الآن ، فهو استجابة وليس بوعد .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=115فمن يكفر تفريع عن إجابة رغبتهم ، وتحذير لهم من الوقوع في الكفر بعد الإيمان إعلاما بأهمية الإيمان عند الله تعالى ، فجعل جزاء إجابته إياهم أن لا يعودوا إلى الكفر فإن عادوا عذبوا عذابا أشد من عذاب سائر الكفار لأنهم تعاضد لديهم دليل العقل والحس فلم يبق لهم عذر .
والضمير المنصوب في قوله لا أعذبه ضمير المصدر ، فهو في موضع المفعول المطلق وليس مفعولا به ، أي لا أعذب أحدا من العالمين ذلك العذاب ، أي مثل ذلك العذاب .
وقد وقفت قصة سؤال المائدة عند هذا المقدار وطوي خبر ماذا حدث بعد نزولها لأنه لا أثر له في المراد من القصة ، وهو العبرة بحال إيمان
الحواريين وتعلقهم بما يزيدهم يقينا ، وبقربهم إلى ربهم وتحصيل مرتبة الشهادة على من يأتي بعدهم ، وعلى ضراعة
المسيح الدالة على عبوديته ، وعلى كرامته عند ربه إذ أجاب دعوته ، وعلى سعة القدرة . وأما تفصيل ما حوته المائدة وما دار بينهم عند نزولها فلا عبرة فيه . وقد أكثر فيه المفسرون بأخبار واهية الأسانيد سوى ما أخرجه
الترمذي في أبواب التفسير عن
الحسن بن قزعة بسنده إلى
nindex.php?page=showalam&ids=56عمار بن ياسر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341689أنزلت المائدة من السماء خبزا ولحما الحديث . قال
الترمذي : هذا الحديث رواه غير واحد عن
nindex.php?page=showalam&ids=56عمار بن ياسر موقوفا ولا نعرفه مرفوعا إلا من حديث
الحسن بن قزعة ولا نعلم للحديث المرفوع أصلا .
واختلف المفسرون في أن المائدة هل نزلت من السماء أو لم تنزل . فعن
مجاهد والحسن أنهم لما سمعوا قوله تعالى : فمن يكفر بعد منكم الآية خافوا فاستعفوا من طلب نزولها فلم تنزل . وقال الجمهور : نزلت . وهو الظاهر لأن قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=115إني منزلها عليكم وعد لا يخلف ، وليس مشروطا بشرط ولكنه معقب بتحذير من
[ ص: 112 ] الكفر ، وذلك حاصل أثره عند
الحواريين وليسوا ممن يخشى العود إلى الكفر سواء نزلت المائدة أم لم تنزل .
وأما النصارى فلا يعرفون خبر نزول المائدة من السماء ، وكم من خبر أهملوه في الأناجيل .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114nindex.php?page=treesubj&link=28976_33951_31983قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=115قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّيَ أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ .
إِنْ كَانَ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=112إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ [ ص: 108 ] مِنْ تَمَامِ الْكَلَامِ الَّذِي يُلْقِيهِ اللَّهُ عَلَى
عِيسَى يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ كَانَتْ هَذِهِ الْجُمْلَةُ وَهِيَ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً إِلَخْ . . . مُعْتَرِضَةً بَيْنَ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=111وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ الْآيَةَ .
وَإِنْ كَانَ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=112إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ الْآيَةَ ابْتِدَاءَ كَلَامٍ بِتَقْدِيرِ فِعْلِ اذْكُرْ كَانَتْ جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا الْآيَةَ مُجَاوَبَةً لِقَوْلِ
الْحَوَارِيِّينَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=112يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ الْآيَةَ عَلَى طَرِيقَةِ حِكَايَةِ الْمُحَاوَرَاتِ .
وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً اشْتَمَلَ عَلَى نِدَاءَيْنِ ، إِذْ كَانَ قَوْلُهُ ( رَبَّنَا ) بِتَقْدِيرِ حَرْفِ النِّدَاءِ . كَرَّرَ النِّدَاءَ مُبَالَغَةً فِي الضَّرَاعَةِ . وَلَيْسَ قَوْلُهُ ( رَبَّنَا ) بَدَلًا وَلَا بَيَانًا مِنِ اسْمِ الْجَلَالَةِ ، لِأَنَّ نِدَاءَ ( اللَّهُمَّ ) لَا يُتْبَعُ عِنْدَ جُمْهُورِ النُّحَاةِ لِأَنَّهُ جَارٍ مَجْرَى أَسْمَاءِ الْأَصْوَاتِ مِنْ أَجْلِ مَا لَحِقَهُ مِنَ التَّغْيِيرِ حَتَّى صَارَ كَأَسْمَاءِ الْأَفْعَالِ . وَمِنَ النُّحَاةِ مَنْ أَجَازَ إِتْبَاعَهُ ، وَأَيًّا مَا كَانَ فَإِنَّ اعْتِبَارَهُ نِدَاءً ثَانِيًا أَبْلَغُ هُنَا لَا سِيَّمَا وَقَدْ شَاعَ نِدَاءُ اللَّهِ تَعَالَى ( رَبَّنَا ) مَعَ حَذْفِ حَرْفِ النِّدَاءِ كَمَا فِي الْآيَاتِ الْخَوَاتِمِ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ .
وَجَمَعَ
عِيسَى بَيْنَ النِّدَاءِ بِاسْمِ الذَّاتِ الْجَامِعِ لِصِفَاتِ الْجَلَالِ وَبَيْنَ النِّدَاءِ بِوَصْفِ الرُّبُوبِيَّةِ لَهُ وَلِلْحَوَارِيِّينَ اسْتِعْطَافًا لِلَّهِ لِيُجِيبَ دُعَاءَهُمْ .
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114تَكُونُ لَنَا عِيدًا أَيْ يَكُونُ تَذَكُّرُ نُزُولِهَا بِأَنْ يَجْعَلُوا الْيَوْمَ الْمُوَافِقَ يَوْمَ نُزُولِهَا مِنْ كُلِّ سَنَةٍ عِيدًا ، فَإِسْنَادُ ( الْكَوْنِ ) عِيدًا لِلْمَائِدَةِ إِسْنَادٌ مَجَازِيٌّ ، وَإِنَّمَا الْعِيدُ الْيَوْمُ الْمُوَافِقُ لِيَوْمِ نُزُولِهَا ، وَلِذَلِكَ قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا ، أَيْ لِأَوَّلِ أُمَّةِ النَّصْرَانِيَّةِ وَآخِرِهَا ، وَهُمُ الَّذِينَ خُتِمَتْ بِهِمُ النَّصْرَانِيَّةُ عِنْدَ الْبَعْثَةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ .
وَالْعِيدُ اسْمٌ لِيَوْمٍ يَعُودُ كُلَّ سَنَةٍ ذِكْرَى لِنِعْمَةٍ أَوْ حَادِثَةٍ وَقَعَتْ فِيهِ لِلشُّكْرِ أَوْ لِلِاعْتِبَارِ . وَقَدْ وَرَدَ ذِكْرُهُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ .
[ ص: 109 ] وَأَشْهَرُ مَا كَانَتِ الْأَعْيَادُ فِي الْعَرَبِ عِنْدَ النَّصَارَى مِنْهُمْ قَالَ
الْعَجَّاجُ :
كَمَا يَعُودُ الْعِيدَ نَصْرَانِيٌّ
وَمِثْلَ يَوْمِ السَّبَاسِبِ فِي قَوْلِ
النَّابِغَةَ :
يُحَيَّوْنَ بِالرَّيْحَانِ يَوْمَ السَّبَاسِبِ
وَهُوَ عِيدُ الشَّعَانِينَ عِنْدَ النَّصَارَى .
وَقَدْ سَمَّى النَّبِيءُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفِطْرِ عِيدًا فِي قَوْلِهِ
لِأَبِي بَكْرٍ لَمَّا نَهَى الْجَوَارِيَ اللَّاءِ كُنَّ يُغَنِّينَ عِنْدَ
عَائِشَةَ nindex.php?page=hadith&LINKID=10341687إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا . وَسَمَّى يَوْمَ النَّحْرِ عِيدًا فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341688شَهْرَا عِيدٍ لَا يَنْقُصَانِ رَمَضَانُ وَذُو الْحَجَّةِ .
وَالْعِيدُ مُشْتَقٌّ مِنَ الْعَوْدِ ، وَهُوَ اسْمٌ عَلَى زِنَةِ فِعْلٍ ، فَجُعِلَتْ وَاوُهُ يَاءً لِوُقُوعِهَا إِثْرَ كَسْرَةٍ لَازِمَةٍ . وَجَمَعُوهُ عَلَى أَعْيَادٍ بِالْيَاءِ عَلَى خِلَافِ الْقِيَاسِ ، لِأَنَّ قِيَاسَ الْجَمْعِ أَنَّهُ يَرُدُّ الْأَشْيَاءَ إِلَى أُصُولِهَا ، فَقِيَاسُ جَمْعِهِ أَعْوَادٌ لَكِنَّهُمْ جَمَعُوهُ عَلَى أَعْيَادٍ ، وَصَغَّرُوهُ عَلَى عُيَيْدٍ ، تَفْرِقَةً بَيْنَهُ وَبَيْنَ جَمْعِ عُودٍ وَتَصْغِيرِهِ .
وَقَوْلُهُ : ( لِأَوَّلِنَا ) بَدَلٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي قَوْلِهِ لَنَا بَدَلُ بَعْضِ مِنْ كُلٍّ ، وَعَطْفُ ( وَآخِرِنَا ) عَلَيْهِ يُصِيِّرُ الْجَمِيعَ فِي قُوَّةِ الْبَدَلِ الْمُطَابِقِ . وَقَدْ أَظْهَرَ لَامَ الْجَرِّ فِي الْبَدَلِ ، وَشَأْنُ الْبَدَلِ أَنْ لَا يَظْهَرَ فِيهِ الْعَامِلُ الَّذِي عَمِلَ فِي الْمُبْدَلِ مِنْهُ لِأَنَّ كَوْنَ الْبَدَلِ تَابِعًا لِلْمُبْدَلِ مِنْهُ فِي الْإِعْرَابِ مُنَافٍ لِذِكْرِ الْعَامِلِ الَّذِي عَمِلَ فِي الْمَتْبُوعِ ، وَلِهَذَا قَالَ النُّحَاةُ : إِنَّ الْبَدَلَ عَلَى نِيَّةِ تِكْرَارِ الْعَامِلِ ، أَيِ الْعَامِلُ مَنْوِيٌّ غَيْرُ مُصَرَّحٍ بِهِ . وَقَدْ ذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الْمُفَصَّلِ أَنَّ عَامِلَ الْبَدَلِ قَدْ يُصَرَّحُ بِهِ ، وَجَعَلَ ذَلِكَ دَلِيلًا عَلَى أَنَّهُ مَنْوِيٌّ فِي الْغَالِبِ وَلَمْ يُقَيِّدْ ذَلِكَ بِنَوْعٍ مِنَ الْعَوَامِلِ ، وَمَثَّلَهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=33لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ ، وَبِقَوْلِهِ فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=75قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ . وَقَالَ فِي الْكَشَّافِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا بَدَلٌ مِنْ لَنَا بِتَكْرِيرِ الْعَامِلِ . وَجَوَّزَ الْبَدَلَ أَيْضًا فِي آيَةِ الزُّخْرُفِ ثُمَّ قَالَ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ اللَّامَانِ بِمَنْزِلَةِ اللَّامَيْنِ فِي قَوْلِكَ : وَهَبْتُ لَهُ ثَوْبًا لِقَمِيصِهِ ، يُرِيدُ أَنْ تَكُونَ اللَّامُ الْأُولَى مُتَعَلِّقَةً بِـ تَكُونُ وَالثَّانِيَةُ مُتَعَلِّقَةً بِـ عِيدًا .
[ ص: 110 ] وَقَدِ اسْتَقْرَيْتُ مَا بَلَغْتُ إِلَيْهِ مِنْ مَوَارِدِ اسْتِعْمَالِهِ فَتَحَصَّلَ عِنْدِي أَنَّ الْعَامِلَ الْأَصِيلَ مِنْ فِعْلٍ وَشَبَهِهِ لَا يَتَكَرَّرُ مَعَ الْبَدَلِ ، وَأَمَّا الْعَامِلُ التَّكْمِيلِيُّ لِعَامِلِ غَيْرِهِ وَذَلِكَ حَرْفُ الْجَرِّ خَاصَّةً فَهُوَ الَّذِي وَرَدَ تَكْرِيرُهُ فِي آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=75قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ ، وَآيَةِ سُورَةِ الزُّخْرُفِ ، وَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ . ذَلِكَ لِأَنَّ حَرْفَ الْجَرِّ مُكَمِّلٌ لِعَمَلِ الْفِعْلِ الَّذِي يَتَعَلَّقُ هُوَ بِهِ لِأَنَّهُ يُعَدِّي الْفِعْلَ الْقَاصِرَ إِلَى مَفْعُولِهِ فِي الْمَعْنَى الَّذِي لَا يَتَعَدَّى إِلَيْهِ بِمَعْنَى مَصْدَرِهِ ، فَحَرْفُ الْجَرِّ لَيْسَ بِعَامِلٍ قَوِيٍّ وَلَكِنَّهُ مُكَمِّلٌ لِلْعَامِلِ الْمُتَعَلِّقِ هُوَ بِهِ .
ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ نَتَطَلَّبَ الدَّاعِيَ إِلَى إِظْهَارِ حَرْفِ الْجَرِّ فِي الْبَدَلِ فِي مَوَاقِعِ ظُهُورِهِ . وَقَدْ جَعَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=16534ابْنُ يَعِيشَ فِي شَرْحِ الْمُفَصَّلِ ذَلِكَ لِلتَّأْكِيدِ قَالَ : لِأَنَّ الْحَرْفَ قَدْ يَتَكَرَّرُ لِقَصْدِ التَّأْكِيدِ . وَهَذَا غَيْرُ مُقْنِعٍ لَنَا لِأَنَّ التَّأْكِيدَ أَيْضًا لَا بُدَّ مِنْ دَاعٍ يَدْعُو إِلَيْهِ .
فَمَا أَظْهَرَ فِيهِ حَرْفَ الْجَرِّ مِنْ هَذِهِ الْآيَاتِ كَانَ مُقْتَضَى إِظْهَارِهِ إِمَّا قَصْدُ تَصْوِيرِ الْحَالَةِ كَمَا فِي أَكْثَرِ الْآيَاتِ ، وَإِمَّا دَفْعُ اللَّبْسِ ، وَذَلِكَ فِي خُصُوصِ آيَةِ الْأَعْرَافِ لِئَلَّا يَتَوَهَّمَ السَّامِعُ أَنَّ مَنْ يَتَوَهَّمُ أَنَّ ( مَنْ آمَنَ ) مِنَ الْمَقُولِ وَأَنَّ " مَنْ " اسْتِفْهَامٌ فَيَظُنُّ أَنَّهُمْ يَسْأَلُونَ عَنْ تَعْيِينِ مَنْ آمَنَ مِنَ الْقَوْمِ ، وَمَعْنَى التَّأْكِيدِ حَاصِلٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ لِأَنَّهُ مُلَازِمٌ لِإِعَادَةِ الْكَلِمَةِ . وَأَمَّا مَا لَيْسَ بِعَامِلٍ فَهُوَ الِاسْتِفْهَامُ وَقَدِ الْتَزَمَ ظُهُورَ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ فِي الْبَدَلِ مِنِ اسْمِ اسْتِفْهَامٍ ، نَحْوَ : أَيْنَ تَنْزِلُ أَفِي الدَّارِ أَمْ فِي الْحَائِطِ ، وَمَنْ ذَا أَسَعِيدٌ أَمْ عَلِيٌّ .
وَهَذَا الْعِيدُ الَّذِي ذُكِرَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ غَيْرُ مَعْرُوفٍ عِنْدَ النَّصَارَى وَلَكِنَّهُمْ ذَكَرُوا أَنَّ
عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَكَلَ مَعَ
الْحَوَارِيِّينَ عَلَى مَائِدَةِ لَيْلَةِ عِيدِ الْفِصْحِ ، وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ صُلِبَ مِنْ صَبَاحِهَا . فَلَعَلَّ مَعْنَى كَوْنِهَا عِيدًا أَنَّهَا صُيِّرَتْ يَوْمَ الْفِصْحِ عِيدًا فِي الْمَسِيحِيَّةِ كَمَا كَانَ عِيدًا فِي الْيَهُودِيَّةِ ، فَيَكُونُ ذَلِكَ قَدْ صَارَ عِيدًا بِاخْتِلَافِ الِاعْتِبَارِ وَإِنْ كَانَ الْيَوْمُ وَاحِدًا لِأَنَّ الْمَسِيحِيِّينَ وَفَّقُوا لِأَعْيَادِ الْيَهُودِ مُنَاسَبَاتٍ أُخْرَى لَائِقَةً بِالْمَسِيحِيَّةِ إِعْفَاءً عَلَى آثَارِ الْيَهُودِيَّةِ .
[ ص: 111 ] وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=115قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا جَوَابُ دُعَاءِ
عِيسَى ، فَلِذَلِكَ فُصِّلَتْ عَلَى طَرِيقَةِ الْمُحَاوَرَةِ .
وَأُكِّدَ الْخَبَرُ بِـ ( إِنَّ ) تَحْقِيقًا لِلْوَعْدِ . وَالْمَعْنَى إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمُ الْآنَ ، فَهُوَ اسْتِجَابَةٌ وَلَيْسَ بِوَعْدٍ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=115فَمَنْ يَكْفُرْ تَفْرِيعٌ عَنْ إِجَابَةِ رَغْبَتِهِمْ ، وَتَحْذِيرٌ لَهُمْ مِنَ الْوُقُوعِ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ الْإِيمَانِ إِعْلَامًا بِأَهَمِّيَّةِ الْإِيمَانِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى ، فَجُعِلَ جَزَاءُ إِجَابَتِهِ إِيَّاهُمْ أَنْ لَا يَعُودُوا إِلَى الْكُفْرِ فَإِنْ عَادُوا عُذِّبُوا عَذَابًا أَشَدَّ مِنْ عَذَابِ سَائِرِ الْكُفَّارِ لِأَنَّهُمْ تَعَاضَدَ لَدَيْهِمْ دَلِيلُ الْعَقْلِ وَالْحِسِّ فَلَمْ يَبْقَ لَهُمْ عُذْرٌ .
وَالضَّمِيرُ الْمَنْصُوبُ فِي قَوْلِهِ لَا أُعَذِّبُهُ ضَمِيرُ الْمَصْدَرِ ، فَهُوَ فِي مَوْضِعِ الْمَفْعُولِ الْمُطْلَقِ وَلَيْسَ مَفْعُولًا بِهِ ، أَيْ لَا أُعَذِّبُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ذَلِكَ الْعَذَابَ ، أَيْ مِثْلَ ذَلِكَ الْعَذَابِ .
وَقَدْ وَقَفَتْ قِصَّةُ سُؤَالِ الْمَائِدَةِ عِنْدَ هَذَا الْمِقْدَارِ وَطُوِيَ خَبَرُ مَاذَا حَدَثَ بَعْدَ نُزُولِهَا لِأَنَّهُ لَا أَثَرَ لَهُ فِي الْمُرَادِ مِنَ الْقِصَّةِ ، وَهُوَ الْعِبْرَةُ بِحَالِ إِيمَانِ
الْحَوَارِيِّينَ وَتَعَلُّقِهِمْ بِمَا يَزِيدُهُمْ يَقِينًا ، وَبِقُرْبِهِمْ إِلَى رَبِّهِمْ وَتَحْصِيلِ مَرْتَبَةِ الشَّهَادَةِ عَلَى مَنْ يَأْتِي بَعْدَهُمْ ، وَعَلَى ضَرَاعَةِ
الْمَسِيحِ الدَّالَّةِ عَلَى عُبُودِيَّتِهِ ، وَعَلَى كَرَامَتِهِ عِنْدَ رَبِّهِ إِذْ أَجَابَ دَعْوَتَهُ ، وَعَلَى سَعَةِ الْقُدْرَةِ . وَأَمَّا تَفْصِيلُ مَا حَوَتْهُ الْمَائِدَةُ وَمَا دَارَ بَيْنَهُمْ عِنْدَ نُزُولِهَا فَلَا عِبْرَةَ فِيهِ . وَقَدْ أَكْثَرَ فِيهِ الْمُفَسِّرُونَ بِأَخْبَارٍ وَاهِيَةِ الْأَسَانِيدِ سِوَى مَا أَخْرَجَهُ
التِّرْمِذِيُّ فِي أَبْوَابِ التَّفْسِيرِ عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ قَزَعَةَ بِسَنَدِهِ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=56عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341689أُنْزِلَتِ الْمَائِدَةُ مِنَ السَّمَاءِ خُبْزًا وَلَحْمًا الْحَدِيثَ . قَالَ
التِّرْمِذِيُّ : هَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=56عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ مَوْقُوفًا وَلَا نَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا إِلَّا مِنْ حَدِيثِ
الْحَسَنِ بْنِ قَزَعَةَ وَلَا نَعْلَمُ لِلْحَدِيثِ الْمَرْفُوعِ أَصْلًا .
وَاخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي أَنَّ الْمَائِدَةَ هَلْ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ أَوْ لَمْ تَنْزِلْ . فَعَنْ
مُجَاهِدٍ وَالْحَسَنِ أَنَّهُمْ لَمَّا سَمِعُوا قَوْلَهُ تَعَالَى : فَمَنْ يَكْفُرُ بَعْدُ مِنْكُمُ الْآيَةَ خَافُوا فَاسْتَعَفُّوا مِنْ طَلَبِ نُزُولِهَا فَلَمْ تَنْزِلْ . وَقَالَ الْجُمْهُورُ : نَزَلَتْ . وَهُوَ الظَّاهِرُ لِأَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=115إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ وَعْدٌ لَا يُخْلَفُ ، وَلَيْسَ مَشْرُوطًا بِشَرْطٍ وَلَكِنَّهُ مُعَقَّبٌ بِتَحْذِيرٍ مِنَ
[ ص: 112 ] الْكُفْرِ ، وَذَلِكَ حَاصِلٌ أَثَرُهُ عِنْدَ
الْحَوَارِيِّينَ وَلَيْسُوا مِمَّنْ يَخْشَى الْعَوْدَ إِلَى الْكُفْرِ سَوَاءً نَزَلَتِ الْمَائِدَةُ أَمْ لَمْ تَنْزِلْ .
وَأَمَّا النَّصَارَى فَلَا يَعْرِفُونَ خَبَرَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ مِنَ السَّمَاءِ ، وَكَمْ مِنْ خَبَرٍ أَهْمَلُوهُ فِي الْأَنَاجِيلِ .