الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب قوله إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم شعائر علامات واحدتها شعيرة وقال ابن عباس الصفوان الحجر ويقال الحجارة الملس التي لا تنبت شيئا والواحدة صفوانة بمعنى الصفا والصفا للجميع

                                                                                                                                                                                                        4225 حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال قلت لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأنا يومئذ حديث السن أرأيت قول الله تبارك وتعالى إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما فما أرى على أحد شيئا أن لا يطوف بهما فقالت عائشة كلا لو كانت كما تقول كانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما إنما أنزلت هذه الآية في الأنصار كانوا يهلون لمناة وكانت مناة حذو قديد وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأنزل الله إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما [ ص: 25 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 25 ] 4225 قوله : باب قوله تعالى إن الصفا والمروة من شعائر الله شعائر : علامات ، واحدتها شعيرة ) وهو قول أبي عبيدة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال ابن عباس : الصفوان الحجر ) وصله الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عنه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ويقال الحجارة الملس التي لا تنبت شيئا ، والواحدة صفوانة بمعنى الصفا ، والصفا للجميع ) هو كلام أبي عبيدة أيضا قال : الصفوان إجماع ، ويقال للواحدة صفوانة في معنى الصفا ، والصفا للجميع ، وهي الحجارة الملس التي لا تنبت شيئا أبدا من الأرضين والرءوس ، وواحد الصفا صفاة ، وقيل الصفا اسم جنس يفرق بينه وبين مفرده بالتاء وقيل مفرد يجمع على فعول وأفعال كقفا وأقفاء ، فيقال فيه صفا وأصفاء . ويجوز كسر صاد صفا أيضا .

                                                                                                                                                                                                        حديث عائشة في سبب نزول إن الصفا والمروة من شعائر الله وقد تقدم شرحه في كتاب الحج .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية