الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
باب جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والآخرة وتعجيل حسنات الكافر في الدنيا
2808 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=11997وزهير بن حرب واللفظ لزهير قالا حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=17258همام بن يحيى عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك قال nindex.php?page=hadith&LINKID=662030قال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=28656_30551_29676_20002_30364إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يجزى بها
[ ص: 287 ]
[ ص: 287 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507566إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم يكن له حسنة يجزى بها ) وفي رواية : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507567إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طعمة من الدنيا ، وأما المؤمن فإن الله تعالى يدخر له حسناته في الآخرة ، ويعقبه رزقا في الدنيا على طاعته ) . أجمع العلماء على أن nindex.php?page=treesubj&link=29468_30551الكافر الذي مات على كفره لا ثواب له في الآخرة ، ولا يجازى فيها بشيء من عمله في الدنيا ، متقربا إلى الله تعالى ، وصرح في هذا الحديث بأن يطعم في الدنيا بما عمله من الحسنات ، أي : بما فعله متقربا به إلى الله تعالى مما لا يفتقر صحته إلى النية ، كصلة الرحم والصدقة والعتق والضيافة وتسهيل الخيرات ونحوها ، وأما nindex.php?page=treesubj&link=29468المؤمن فيدخر له حسناته وثواب أعماله إلى الآخرة ، ويجزى بها مع ذلك أيضا في الدنيا ، ولا مانع من جزائه بها في الدنيا والآخرة ، وقد ورد الشرع به فيجب اعتقاده .
قوله : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507568إن الله تعالى لا يظلم مؤمنا حسنة ) معناه : لا يترك مجازاته بشيء من حسناته ، والظلم يطلق بمعنى النقص وحقيقة الظلم مستحيلة من الله تعالى ، كما سبق بيانه ، ( ومعنى أفضى إلى الآخرة ) صار إليها ، وأما إذا فعل الكافر مثل هذه الحسنات ثم أسلم فإنه يثاب عليها في الآخرة على المذهب الصحيح ، وقد سبقت المسألة في كتاب الإيمان .