الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون

                                                                                                                                                                                                                                        قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا لما سمعوا قول فرعون وتضجروا منه تسكينا لهم إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده تسلية لهم وتقرير للأمر بالاستعانة بالله والتثبت في الأمر . والعاقبة للمتقين [ ص: 30 ] وعد لهم بالنصرة وتذكير لما وعدهم من إهلاك القبط وتوريثهم ديارهم وتحقيق له . وقرئ « والعاقبة » بالنصب عطف على اسم إن واللام في الأرض تحتمل العهد والجنس .

                                                                                                                                                                                                                                        قالوا أي بنو إسرائيل . أوذينا من قبل أن تأتينا بالرسالة بقتل الأبناء ومن بعد ما جئتنا بإعادته .

                                                                                                                                                                                                                                        قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض تصريحا بما كنى عنه أولا لما رأى أنهم لم يتسلوا بذلك ، ولعله أتى بفعل الطمع لعدم جزمه بأنهم المستخلفون بأعيانهم أو أولادهم .

                                                                                                                                                                                                                                        وقد روي أن مصر إنما فتح لهم في زمن داود عليه السلام فينظر كيف تعملون فيرى ما تعملون من شكر وكفران وطاعة وعصيان فيجازيكم على حسب ما يوجد منكم .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية