الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                [ ص: 133 ] ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون مكانكم : الزموا مكانكم، لا تبرحوا حتى تنظروا ما يفعل بكم، و "أنتم": أكد به الضمير في مكانكم; لسده مسد قوله: الزموا، وشركاؤكم : عطف عليه، وقرئ: "وشركاءكم" على أن الواو بمعنى: مع، والعامل فيه ما في مكانكم من معنى الفعل، فزيلنا بينهم : ففرقنا بينهم، وقطعنا أقرانهم، والوصل التي كانت بينهم في الدنيا، أو: فباعدنا بينهم بعد الجمع بينهم في الموقف، وتبرؤ شركائهم منهم ومن عبادتهم; [ ص: 134 ] كقوله تعالى: ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون من دون الله قالوا ضلوا عنا [غافر: 73 ]، وقرئ: "فزايلنا بينهم"; كقولك: صاعر خده وصعره، وكالمته وكلمته، ما كنتم إيانا تعبدون : إنما كنتم تعبدون الشياطين، حيث أمروكم أن تتخذوا لله أندادا فأطعتموهم .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية