الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب قوله وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما الآية وقال ابن عباس كل ذي ظفر البعير والنعامة الحوايا المبعر وقال غيره هادوا صاروا يهودا وأما قوله هدنا تبنا هائد تائب

                                                                                                                                                                                                        4357 حدثنا عمرو بن خالد حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب قال عطاء سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال قاتل الله اليهود لما حرم الله عليهم شحومها جملوه ثم باعوه فأكلوها وقال أبو عاصم حدثنا عبد الحميد حدثنا يزيد كتب إلي عطاء سمعت جابرا عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : باب وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر زاد أبو ذر في روايته " إلى قوله وإنا لصادقون .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( كل ذي ظفر البعير والنعامة ) وصله ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس مثله ، وروي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله ، وروى ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال " كل ذي ظفر هو الذي ليس بمنفرج الأصابع ، يعني ليس بمشقوق الأصابع ، منها الإبل والنعام ، وإسناده حسن . وأخرجه ابن جرير من طريق سعيد بن جبير مثله مفرقا وليس فيها ابن عباس ، ومن طريق قتادة قال : البعير والنعامة وأشباهه من الطير والحيوانات والحيتان .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( الحوايا المبعر ) في رواية أبي الوقت المباعر ، وصله ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، قال : الحوايا هو المبعر ، وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة مثله . وقال سعيد بن جبير الحوايا المباعر أخرجه ابن جرير وقال : الحوايا جمع حوية وهي ما تحوى واجتمع واستدار من البطن وهي نبات اللبن وهي المباعر وفيها الأمعاء . قال : ومعنى الكلام إلا ما حملت ظهورهما وإلا ما حملت الحوايا ، أي فهو حلال لهم .

                                                                                                                                                                                                        ( تنبيه ) :

                                                                                                                                                                                                        المبعر بفتح الميم ويجوز كسرها . ثم ذكر المصنف حديث جابر " قاتل الله اليهود حرمت عليهم شحومها " الحديث ، وقد تقدم شرحه في أواخر كتاب البيوع ، وقد تقدم أيضا بيان من وصل رواية أبي عاصم المذكور هنا ، ونبه ابن التين على أنه وقع في الرواية هنا " لحومها " قال : والصواب شحومها .

                                                                                                                                                                                                        [ ص: 146 ] قوله : ( هادوا تابوا ، هدنا تبنا ، هائد تائب ) هو كلام أبي عبيدة وقد تقدم في أوائل الهجرة .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية