وَهِيَ مَكِّيَّةٌ بِلَا خِلَافٍ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الضُّرَيْسِ ،
وَالنَّحَّاسُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : نَزَلَتْ أَلَمْ نَشْرَحْ
بِمَكَّةَ ، وَزَادَ : بَعْدَ الضُّحَى .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ : نَزَلَتْ سُورَةُ أَلَمْ نَشْرَحْ
بِمَكَّةَ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29065_28889_28753أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=2وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=3الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=4وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=5فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=6إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=7فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=8وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ مَعْنَى شَرْحِ الصَّدْرِ : فَتْحُهُ بِإِذْهَابِ مَا يَصُدُّ عَنِ الْإِدْرَاكِ ، وَالِاسْتِفْهَامُ إِذَا دَخَلَ عَلَى النَّفْيِ قَرَّرَهُ ، فَصَارَ الْمَعْنَى : قَدْ شَرَحْنَا لَكَ صَدْرَكَ ، وَإِنَّمَا خَصَّ الصَّدْرَ لِأَنَّهُ مَحَلُّ أَحْوَالِ النَّفْسِ مِنَ الْعُلُومِ وَالْإِدْرَاكَاتِ ، وَالْمُرَادُ الِامْتِنَانُ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفَتْحِ صَدْرِهِ وَتَوْسِيعِهِ حَتَّى قَامَ بِمَا قَالَ بِهِ مِنَ الدَّعْوَةِ ، وَقَدَرَ عَلَى مَا قَدَرَ عَلَيْهِ مِنْ حَمْلِ أَعْبَاءِ النُّبُوَّةِ وَحِفْظِ الْوَحْيِ ، وَقَدْ مَضَى الْقَوْلُ فِي هَذَا عِنْدَ تَفْسِيرِ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=22أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ [ الزُّمَرِ : 22 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=2وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ مَعْطُوفٌ عَلَى مَعْنَى مَا تَقَدَّمَ ، لَا عَلَى لَفْظِهِ : أَيْ قَدْ شَرَحْنَا لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا إِلَخْ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
جَرِيرٍ يَمْدَحُ
nindex.php?page=showalam&ids=16491عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ :
أَلَسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ الْمَطَايَا وَأَنْدَى الْعَالَمِينَ بُطُونَ رَاحِ أَيْ أَنْتُمْ خَيْرُ مَنْ رَكِبَ الْمَطَايَا ، وَأَنْدَى إِلَخْ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ نَشْرَحْ بِسُكُونِ الْحَاءِ بِالْجَزْمِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15337أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ الْعَبَّاسِيُّ بِفَتْحِهَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : قَالُوا لَعَلَّهُ بَيَّنَ الْحَاءَ وَأَشْبَعَهَا فِي مَخْرَجِهَا ، فَظَنَّ السَّامِعُ أَنَّهُ فَتَحَهَا .
وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : إِنَّ الْأَصْلَ " أَلَمْ نَشْرَحَنَ " بِالنُّونِ الْخَفِيفَةِ ، ثُمَّ إِبْدَالُهَا أَلِفًا ، ثُمَّ حَذْفُهَا تَخْفِيفًا كَمَا أَنْشَدَ
أَبُو زَيْدٍ :
مِنْ أَيِّ يَوْمَيَّ مِنَ الْمَوْتِ أَفِرُّ
أَيَوْمَ لَمْ يُقَدَّرَ أَمْ يَوْمَ قُدِّرْ
بِفَتْحِ الرَّاءِ مِنْ " لَمْ يُقَدَّرَ " ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ :
اضْرِبَ عَنْكَ الْهُمُومَ طَارِقَهَا ضَرْبَكَ بِالسَّيْفِ قَوْنَسَ الْفَرَسِ
بِفَتْحِ الْبَاءِ مِنِ " اضْرِبَ " ، وَهَذَا مَبْنِيٌّ عَلَى جَوَازِ تَوْكِيدِ الْمَجْزُومِ بِلَمْ ، وَهُوَ قَلِيلٌ جِدًّا كَقَوْلِهِ :
يَحْسَبُهُ الْجَاهِلُ مَا لَمْ يَعْلَمَا شَيْخًا عَلَى كُرْسِيِّهِ مُعَمَّمًا
فَقَدْ تَرَكَّبَتْ هَذِهِ الْقِرَاءَةُ مِنْ ثَلَاثَةِ أُصُولٍ كُلُّهَا ضَعِيفَةٌ : الْأَوَّلُ تَوْكِيدُ الْمَجْزُومِ بِلَمْ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .
الثَّانِي إِبْدَالُهَا أَلِفًا ، وَهُوَ خَاصٌّ بِالْوَقْفِ ، فَإِجْرَاءُ الْوَصْلِ مَجْرَى الْوَقْفِ ضَعِيفٌ .
وَالثَّالِثُ حَذْفُ الْأَلِفِ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ أَيْضًا لِأَنَّهُ خِلَافُ الْأَصْلِ ، وَخَرَّجَهَا بَعْضُهُمْ عَلَى لُغَةِ بَعْضِ الْعَرَبِ الَّذِينَ يَنْصِبُونَ بِلَمْ وَيَجْزِمُونَ بِلَنْ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
[ ص: 1635 ] فِي كُلِّ مَا هَمَّ أَمْضَى رَأْيَهُ قُدُمًا وَلَمْ يُشَاوِرَ فِي إِقْدَامِهِ أَحَدًا بِنَصْبِ الرَّاءِ مِنْ يُشَاوِرُ ، وَهَذِهِ اللُّغَةُ لِبَعْضِ الْعَرَبِ مَا أَظُنُّهَا تَصِحُّ ، وَإِنْ صَحَّتْ فَلَيْسَتْ مِنَ اللُّغَاتِ الْمُعْتَبَرَةِ فَإِنَّهَا جَاءَتْ بِعَكْسِ مَا عَلَيْهِ لُغَةُ الْعَرَبِ بِأَسْرِهَا .
وَعَلَى كُلِّ حَالٍ فَقِرَاءَةُ هَذَا الرَّجُلِ مَعَ شِدَّةِ جَوْرِهِ وَمَزِيدِ ظُلْمِهِ وَكَثْرَةِ جَبَرُوتِهِ وَقِلَّةِ عِلْمِهِ لَيْسَتْ بِحَقِيقَةٍ بِالِاشْتِغَالِ بِهَا .
وَالْوِزْرُ : الذَّنْبُ أَيْ وَضَعْنَا عَنْكَ مَا كُنْتَ فِيهِ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ .
قَالَ
الْحَسَنُ ،
وَقَتَادَةُ ،
وَالضَّحَّاكُ ،
وَمُقَاتِلٌ : الْمَعْنَى حَطَطْنَا عَنْكَ الَّذِي سَلَفَ مِنْكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَهَذَا كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ [ الْفَتْحِ : 2 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=3الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : أَيْ أَثْقَلَ ظَهْرَكَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : أَثْقَلَهُ حَتَّى سُمِعَ لَهُ نَقِيضٌ : أَيْ صَوْتٌ ، وَهَذَا مِثْلُ مَعْنَاهُ : أَنَّهُ لَوْ كَانَ حَمْلًا يُحْمَلُ لَسُمِعَ نَقِيضُ ظَهْرِهِ ، وَأَهْلُ اللُّغَةِ يَقُولُونَ : أَنْقَضَ الْحَمْلُ ظَهْرَ النَّاقَةِ : إِذَا سُمِعَ لَهُ صَرِيرٌ ، وَمِنْهُ قَوْلُ جَمِيلٍ :
وَحَتَّى تَدَاعَتْ بِالنَّقِيضِ حِبَالُهُ وَهَمَّتْ ثَوَانِي زَوْرِهِ أَنْ تَحَطَّمَا
وَقَوْلُ
الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ :
وَأَنْقَضَ ظَهْرِي مَا تَطَوَّيْتُ مِنْهُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ مُشْفِقًا مُتَحَنِّنَا
قَالَ
قَتَادَةُ : كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذُنُوبٌ قَدْ أَثْقَلَتْهُ فَغَفَرَهَا اللَّهُ لَهُ ، وَقَوْمٌ يَذْهَبُونَ إِلَى أَنَّ هَذَا تَخْفِيفُ أَعْبَاءِ النُّبُوَّةِ الَّتِي تُثْقِلُ الظَّهْرَ مِنَ الْقِيَامِ بِأَمْرِهَا سَهَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ عَلَيْهِ حَتَّى تَيَسَّرَتْ لَهُ . وَكَذَا قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ وَغَيْرُهُ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ " وَحَلَلْنَا عَنْكَ وَقْرَكَ " .
ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ مِنَّتَهُ عَلَيْهِ وَكَرَامَتَهُ فَقَالَ : وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ قَالَ
الْحَسَنُ : وَذَلِكَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28753اللَّهَ لَا يُذْكَرُ فِي مَوْضِعٍ إِلَّا ذُكِرَ مَعَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قَالَ
قَتَادَةُ : رَفَعَ اللَّهُ ذِكْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، فَلَيْسَ خَطِيبٌ وَلَا مُتَشَهِّدٌ وَلَا صَاحِبُ صَلَاةٍ إِلَّا يُنَادِي ، فَيَقُولُ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ .
قَالَ
مُجَاهِدٌ : وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ يَعْنِي بِالتَّأْذِينِ .
وَقِيلَ الْمَعْنَى : ذَكَّرْنَاكَ فِي الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ قَبْلَهُ وَأَمَرْنَاهُمْ بِالْبِشَارَةِ بِهِ ، وَقِيلَ رَفَعْنَا ذِكْرَكَ عِنْدَ الْمَلَائِكَةِ فِي السَّمَاءِ وَعِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْأَرْضِ .
وَالظَّاهِرُ أَنَّ هَذَا الرَّفْعَ لِذِكْرِهِ الَّذِي امْتَنَّ اللَّهُ بِهِ عَلَيْهِ يَتَنَاوَلُ جَمِيعَ هَذِهِ الْأُمُورِ ، فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا مِنْ أَسْبَابِ رَفْعِ الذِّكْرِ ، وَكَذَلِكَ أَمْرُهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ ، وَإِخْبَارُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ، وَأَمْرُ اللَّهِ بِطَاعَتِهِ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=54أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ [ النُّورِ : 54 ] وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [ الْحَشْرِ : 7 ] وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=31قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [ آلِ عِمْرَانَ : 31 ] وَغَيْرِ ذَلِكَ .
وَبِالْجُمْلَةِ فَقَدْ مَلَأَ ذِكْرُهُ الْجَلِيلُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ ، وَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ لِسَانِ الصِّدْقِ وَالذِّكْرِ الْحَسَنِ وَالثَّنَاءِ الصَّالِحِ مَا لَمْ يَجْعَلْهُ لِأَحَدٍ مِنْ عِبَادِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=21ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [ الْحَدِيدِ : 21 ] اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ عَدَدَ مَا صَلَّى عَلَيْهِ الْمُصَلُّونَ بِكُلِّ لِسَانٍ فِي كُلِّ زَمَانٍ ، وَمَا أَحْسَنَ قَوْلَ
حَسَّانَ :
أَغَرُّ عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّةِ خَاتَمٌ مِنَ اللَّهِ مَشْهُورٌ يَلُوحُ وَيَشْهَدُ
وَضَمَّ الْإِلَهُ اسْمَ النَّبِيِّ مَعَ اسْمِهِ إِذَا قَالَ فِي الْخَمْسِ الْمُؤَذِّنِ أَشْهَدُ
وَشَقَّ لَهُ مِنِ اسْمِهِ لِيُجِلَّهُ فَذُو الْعَرْشِ مَحْمُودٌ وَهَذَا مُحَمَّدُ
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=5فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا أَيْ إِنَّ مَعَ الضِّيقَةِ سَعَةً ، وَمَعَ الشِّدَّةِ رَخَاءٌ ، وَمَعَ الْكَرْبِ فَرَجٌ .
وَفِي هَذَا وَعْدٌ مِنْهُ سُبْحَانَهُ بِأَنَّ كُلَّ عَسِيرٍ يَتَيَسَّرُ ، وَكُلَّ شَدِيدٍ يَهُونُ ، وَكُلَّ صَعْبٍ يَلِينُ .
ثُمَّ زَادَ سُبْحَانَهُ هَذَا الْوَعْدَ تَقْرِيرًا وَتَأْكِيدًا ، فَقَالَ مُكَرِّرًا لَهُ بِلَفْظِ
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=6إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا أَيْ إِنَّ مَعَ ذَلِكَ الْعُسْرِ الْمَذْكُورِ سَابِقًا يُسْرًا آخَرَ لِمَا تَقَرَّرَ مِنْ أَنَّهُ إِذَا أُعِيدَ الْمُعَرَّفُ يَكُونُ الثَّانِي عَيْنَ الْأَوَّلِ سَوَاءٌ كَانَ الْمُرَادُ بِهِ الْجِنْسَ أَوِ الْعَهْدَ ، بِخِلَافِ الْمُنْكَّرِ إِذَا أُعِيدَ فَإِنَّهُ يُرَادُ بِالثَّانِي فَرْدٌ مُغَايِرٌ لِمَا أُرِيدَ بِالْفَرْدِ الْأَوَّلِ فِي الْغَالِبِ ، وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَعْنَى هَذِهِ الْآيَةِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021861لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : وَهَذَا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّحَابَةِ وَالْمُفَسِّرِينَ عَلَى أَنَّ الْعُسْرَ وَاحِدٌ وَالْيُسْرَ اثْنَانِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : ذَكَرَ الْعُسْرَ مَعَ الْأَلِفِ وَاللَّامِ ثُمَّ ثَنَّى ذِكْرَهُ ، فَصَارَ الْمَعْنَى : إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرَيْنِ .
قِيلَ وَالتَّنْكِيرُ فِي الْيُسْرِ لِلتَّفْخِيمِ وَالتَّعْظِيمِ ، وَهُوَ فِي مُصْحَفِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ غَيْرُ مُكَرَّرٍ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِسُكُونِ السِّينِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17340يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ ،
وَأَبُو جَعْفَرٍ ،
وَعِيسَى بِضَمِّهَا فِي الْجَمِيعِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=7فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ أَيْ إِذَا فَرَغْتَ مِنْ صَلَاتِكَ ، أَوْ مِنَ التَّبْلِيغِ ، أَوْ مِنَ الْغَزْوِ فَانْصَبْ أَيْ : فَاجْتَهِدْ فِي الدُّعَاءِ وَاطْلُبْ مِنَ اللَّهِ حَاجَتَكَ ، أَوْ فَانْصَبْ فِي الْعِبَادَةِ ، وَالنَّصَبُ التَّعَبُ ، يُقَالُ نَصَبَ يَنْصَبُ نَصَبًا : أَيْ تَعِبَ .
قَالَ
قَتَادَةُ ،
وَالضَّحَّاكُ ،
وَمُقَاتِلٌ ،
وَالْكَلْبِيُّ : إِذَا فَرَغْتَ مِنَ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ فَانْصَبْ إِلَى رَبِّكَ فِي الدُّعَاءِ وَارْغَبْ إِلَيْهِ فِي الْمَسْأَلَةِ يُعْطِكَ ، وَكَذَا قَالَ
مُجَاهِدٌ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيُّ : إِذَا فَرَغْتَ مِنْ تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ فَانْصَبْ : أَيِ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ ،
وَقَتَادَةُ : إِذَا فَرَغْتَ مِنْ جِهَادِ عَدُوِّكَ فَانْصَبْ لِعِبَادَةِ رَبِّكَ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ أَيْضًا : إِذَا فَرَغْتَ مِنْ دُنْيَاكَ فَانْصَبْ فِي صَلَاتِكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=8وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : أَيِ اجْعَلْ رَغْبَتَكَ إِلَى اللَّهِ وَحْدَهُ .
قَالَ
عَطَاءٌ : يُرِيدُ أَنَّهُ يَضْرَعُ إِلَيْهِ رَاهِبًا مِنَ النَّارِ ، رَاغِبًا فِي الْجَنَّةِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ يَرْغَبُ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ لَا إِلَى غَيْرِهِ كَائِنًا مَنْ كَانَ ، فَلَا يَطْلُبُ حَاجَاتِهِ إِلَّا مِنْهُ ، وَلَا يُعَوِّلُ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ إِلَّا عَلَيْهِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ فَارْغَبْ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ " فَرَغِّبْ " بِتَشْدِيدِ الْغَيْنِ : أَيْ فَرَغِّبِ النَّاسَ إِلَى اللَّهِ وَشَوِّقْهُمْ إِلَى مَا عِنْدَهُ مِنَ الْخَيْرِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=1أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ قَالَ : شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو يَعْلَى وَابْنُ
جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13053وَابْنُ حِبَّانَ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الدَّلَائِلِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
أَتَانِي [ ص: 1636 ] جِبْرِيلُ فَقَالَ : إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ : تَدْرِي كَيْفَ رَفَعْتَ ذِكْرَكَ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : إِذَا ذُكْرِتُ ذُكِرْتَ مَعِيَ .
وَإِسْنَادُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنِ جَرِيرٍ هَكَذَا : حَدَّثَنِي
يُونُسُ أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16700عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ
دَرَّاجٍ عَنْ
أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ .
وَأَخْرَجَهُ
أَبُو يَعْلَى مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=16457ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ
دَرَّاجٍ .
وَأَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=17418يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى بِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ طَرِيقِ
الْكَلْبِيِّ عَنْ
أَبِي صَالِحٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=4وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ الْآيَةَ قَالَ : لَا يُذْكَرُ اللَّهُ إِلَّا ذُكِرَ مَعَهُ .
وَأَخْرَجَ
الْبَزَّارُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ
وَالْحَاكِمُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنْ
أَنَسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021863كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا وَحِيَالُهُ جُحْرٌ ، فَقَالَ : الْعُسْرُ لَوْ دَخَلَ الْعُسْرُ هَذَا الْجُحْرَ لَجَاءَ الْيُسْرُ حَتَّى يَدْخُلَ عَلَيْهِ فَيُخْرِجَهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=5فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا وَلَفْظُ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيِّ nindex.php?page=hadith&LINKID=1021864وَتَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=5فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ النَّجَّارِ عَنْهُ مَرْفُوعًا نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ أَيْضًا مَرْفُوعًا نَحْوَهُ . قَالَ
السُّيُوطِيُّ وَسَنَدُهُ ضَعِيفٌ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16000وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12455وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي الصَّبْرِ
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ مَرْفُوعًا
لَوْ كَانَ الْعُسْرُ فِي جُحْرٍ لَتَبِعَهُ الْيُسْرُ حَتَّى يَدْخُلَ فِيهِ فَيُخْرِجَهُ ، وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=5فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا قَالَ
الْبَزَّارُ : لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ
أَنَسٍ إِلَّا
عَائِذُ بْنُ شُرَيْحٍ .
قَالَ فِيهِ
nindex.php?page=showalam&ids=11970أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ فِي حَدِيثِهِ ضَعْفٌ ، وَلَكِنْ رَوَاهُ
شُعْبَةُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17112مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَالْحَاكِمُ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021866خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَرِحًا مَسْرُورًا وَهُوَ يَضْحَكُ وَيَقُولُ : لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ ، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا وَهَذَا مُرْسَلٌ .
وَرُوِيَ نَحْوَهُ مَرْفُوعًا مُرْسَلًا عَنْ
قَتَادَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ
جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طُرُقٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=7فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ الْآيَةَ قَالَ : إِذَا فَرَغْتَ مِنَ الصَّلَاةِ فَانْصَبْ فِي الدُّعَاءِ وَاسْأَلِ اللَّهَ وَارْغَبْ إِلَيْهِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ قَالَ : قَالَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ : إِذَا فَرَغْتَ مِنَ الصَّلَاةِ وَتَشَهَّدْتَ فَانْصَبْ إِلَى رَبِّكَ وَاسْأَلْهُ حَاجَتَكَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي الذِّكْرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=7فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ إِلَى الدُّعَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=8وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ فِي الْمَسْأَلَةِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=7فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ قَالَ : إِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْفَرَائِضِ فَانْصَبْ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ .