الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : ثم ردوا عطف على توفته ، والضمير للكل المدلول عليه بأحدكم ، وهو السر في مجيئه بطريق الالتفات تغليبا ، والإفراد أولا والجمع آخرا ; لوقوع التوفي على الانفراد والرد على الاجتماع ; أي : ثم ردوا بعد البعث بالحشر .

                                                                                                                                                                                                                                      إلى الله ; أي : إلى حكمه وجزائه في موقف الحساب .

                                                                                                                                                                                                                                      مولاهم ; أي : مالكهم الذي يلي أمورهم على الإطلاق ، لا ناصرهم كما في قوله تعالى : وأن الكافرين لا مولى لهم .

                                                                                                                                                                                                                                      الحق الذي لا يقضي إلا بالعدل ، وقرئ بالنصب على المدح .

                                                                                                                                                                                                                                      ألا له الحكم يومئذ صورة ومعنى ، لا لأحد غيره بوجه من الوجوه .

                                                                                                                                                                                                                                      وهو أسرع الحاسبين يحاسب جميع الخلائق في أسرع زمان وأقصره ، لا يشغله حساب عن حساب ، ولا شأن عن شأن ، وفي الحديث : " إن الله تعالى يحاسب الكل في مقدار حلب شاة " .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية