الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا هو السميع العليم

                                                                                                                                                                                                ولا يحزنك : وقرئ: "ولا يحزنك" من أحزنه، قولهم : تكذيبهم لك، وتهديدهم، وتشاورهم في تدبير هلاكك وإبطال أمرك، وسائر ما يتكلمون به في شأنك، إن العزة لله : استئناف بمعنى: التعليل، كأنه قيل: ما لي لا أحزن ؟ فقيل: إن العزة لله جميعا، أي: إن الغلبة والقهر في ملكة الله جميعا، لا يملك أحد شيئا منها لا هم ولا غيرهم، فهو يغلبهم وينصرك عليهم، كتب الله لأغلبن أنا ورسلي [المجادلة: 21] ، إنا لننصر رسلنا [غافر: 51]. وقرأ أبو حيوة: "أن العزة" بالفتح بمعنى: لأن العزة على صريح التعليل، ومن جعله بدلا من قولهم ثم أنكره، فالمنكر هو تخريجه، لا ما أنكر من القراءة به، هو السميع العليم : يسمع ما يقولون، ويعلم ما يدبرون ويعزمون عليه، وهو مكافئهم بذلك .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية