الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[فصل]

إذا أراد أن يستدل بآية فله أن يقول: قال الله تعالى كذا، وله أن يقول: الله تعالى يقول كذا، ولا كراهة في شيء من هذا، هذا هو الصحيح المختار الذي عليه عمل السلف والخلف.

وروى ابن أبي داود ، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير التابعي المشهور قال: لا تقولوا: إن الله تعالى يقول، ولكن قولوا: إن الله تعالى قال.

[ ص: 157 ] وهذا الذي أنكره مطرف - رحمه الله - خلاف ما جاء به القرآن والسنة وفعلته الصحابة ومن بعدهم - رضي الله عنهم - فقد قال الله تعالى: والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

وفي صحيح مسلم ، عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يقول الله سبحانه وتعالى: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها .

وفي صحيح البخاري في باب تفسير: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون فقال أبو طلحة : يا رسول الله إن الله تعالى يقول: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون فهذا كلام أبي طلحة في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي الصحيح عن مسروق - رحمه الله – قال: قلت لعائشة - رضي الله عنها -: ألم يقل الله تعالى: ولقد رآه بالأفق المبين فقالت: ألم تسمع أن الله تعالى يقول: لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار أو لم تسمع أن الله تعالى يقول: وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب الآية، ثم [ ص: 158 ] قالت في هذا الحديث: والله تعالى يقول: يا أيها الرسول بلغ ثم قالت: والله تعالى يقول: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله .

ونظائر هذا في كلام السلف والخلف أكثر من أن تحصر، والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية