الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون

                                                                                                                                                                                                        4547 حدثنا بشر بن خالد أخبرنا محمد حدثنا شعبة عن سليمان ومنصور عن أبي الضحى عن مسروق قال قال عبد الله إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم وقال قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى قريشا استعصوا عليه فقال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم السنة حتى حصت كل شيء حتى أكلوا العظام والجلود فقال أحدهم حتى أكلوا الجلود والميتة وجعل يخرج من الأرض كهيئة الدخان فأتاه أبو سفيان فقال أي محمد إن قومك قد هلكوا فادع الله أن يكشف عنهم فدعا ثم قال تعودون بعد هذا في حديث منصور ثم قرأ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين إلى عائدون أنكشف عنهم عذاب الآخرة فقد مضى الدخان والبطشة واللزام وقال أحدهم القمر وقال الآخر والروم

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله في الرواية الأخيرة ( أخبرنا محمد ) هو ابن جعفر غندر .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن سليمان ) هو الأعمش ، ومنصور هو ابن المعتمر .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حتى حصت ) بمهملتين أي جردت وأذهبت ، يقال سنة حصاء أي جرداء لا غيث فيها .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فقال : أحدهم ) كذا قاله في موضعين أي أحد الرواة ، ولم يتقدم في سياق السدوسي موضع واحد فيه اثنان سليمان ومنصور ، فحق العبارة أن يقول قال أحدهما لكن تحمل على تلك اللغة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وجعل يخرج من الأرض كهيئة الدخان ) وقع في الرواية التي قبلها " فكان يرى بينه وبين السماء مثل الدخان من الجوع " ولا تدافع بينهما لأنه يحمل على أنه كان مبدؤه من الأرض ومنتهاه ما بين السماء والأرض ، ولا معارضة أيضا بين قوله " يخرج من الأرض " وبين قوله " كهيئة الدخان " لاحتمال وجود الأمرين بأن يخرج من الأرض بخار كهيئة الدخان من شدة حرارة الأرض ووهجها من عدم الغيث ، وكانوا يرون بينهم وبين السماء مثل الدخان من فرط حرارة الجوع ، والذي كان يخرج من الأرض بحسب تخيلهم ذلك من غشاوة أبصارهم من فرط الجوع ، أو لفظ " من - الجوع " صفة الدخان أي يرون مثل الدخان الكائن من الجوع .

                                                                                                                                                                                                        45 - سورة الجاثية جاثية : مستوفزين على الركب . وقال مجاهد : نستنسخ : نكتب . ننساكم : نترككم .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية