الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                [ ص: 178 ] وأن أقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين

                                                                                                                                                                                                فإن قلت: عطف قوله: وأن أقم على: "أن أكون": فيه إشكال، لأن "أن": لا تخلو من أن تكون التي للعبارة، أو التي تكون مع الفعل في تأويل المصدر، فلا يصح أن تكون للعبارة، وإن كان الأمر مما يتضمن معنى القول; لأن عطفها على الموصولة يأبى ذلك، والقول بكونها موصولة مثل الأولى، لا يساعد عليه لفظ الأمر، وهو: "أقم"، لأن الصلة حقها أن تكون جملة تحتمل الصدق والكذب .

                                                                                                                                                                                                قلت: قد سوغ سيبويه أن توصل "أن" بالأمر والنهي، وشبه ذلك بقولهم: أنت الذي تفعل، على الخطاب; لأن الغرض وصلها بما تكون معه في معنى المصدر، والأمر والنهي دالان على المصدر دلالة غيرهما من الأفعال، أقم وجهك : استقم إليه، ولا تلتفت يمينا ولا شمالا، و حنيفا : حال من الدين، أو من الوجه .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية